علي فدوّخ البلاد وذلّت لهيبته الأمراء والملوك وسيأتي تمام خبره وخبر أخيه عبد النبي بن مهدي بن علي في موضعه ان شاء الله.
وفي هذه السنة سار الإمام احمد بن سليمان من ذمار إلى عيّان على طريق الجوف لما بلغه من إقدام عمر بن منيع السليماني ، وأقاربه على إخراج ولد القاسم بن جعفر وأقاربه وأهله من درب عيان ، واخراب ذلك الدّرب ، وكانوا يظنون ان ذلك يوافق غرض الإمام لميل ولد القاسم عنه ، فلما علموا بقرب الإمام من عيان ارتفعوا بمن معهم من دهمة إلى جبل شرقي عيان ، فأمر الإمام بقطع زروعهم ، وإخراب دورهم ، ثم عاد إلى مسلت ومنه إلى الخارد بالجوف الأعلى فاستقر فيه ، وعمر حصنا منيعا ، واجتمع حوله من أهل تلك الجهة ، جماعة للسكون (١) بجواره ودخلت سنة ٥٥٥ فيها خالف أهل مقرا وريمة القريبة من صنعاء على الإمام ، وكان قد استعمل عليها ولده المطهر فشدّد عليهم في الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر ، والمحافظة على الصّلوات ، فكان هذا الحزم سبب الفساد ، ومنعوا الواجبات ، فنهض الإمام لحربهم حتى وصل إلى بلاد حاشد ، كتب إليه حاتم بن أحمد ان يمر على صنعاء فإنها بلاده ، ومراده المكر فعرف الإمام مراده ، ورجع طريق الجوف ، ثم نهض إلى الجهة المخالفة ، فظفر بأهلها واجتمع بولده المطهر ، ثم توجّه إلى ذمار ، ومنه إلى إب ، ثم رجع إلى الجوف ولقاه ولده المطهر واستقر هنالك (٢).
ودخلت سنة ٥٥٦ فيها مات السلطان حاتم بن احمد اليامي ، وتولّى بعده ولده السلطان علي بن حاتم يوم وفاة أبيه فبايعة أهل همدان ، ثم رجع إلى حصنه ، ضهر فأقام فيه أيّاما ، ثم خالف عليه أهل همدان ومالوا إلى
__________________
(١) في الأصل للكسون بتقديم السين.
(٢) انباء الزمن (ص).