فأمر إبن مهدي بصده عن طلوع نقيل صيد (١) وبعد قتال عنيف تمكن علي بن حاتم من طلوع النّقيل وأراد ان يعيد الكّره علي عبد النبي فلما علم بذلك راسله في طلب الصلح فأجابه السلطان علي بن حاتم وشرط عليه عدم التّعرض لبني زريع فقبل عبد النبي وتم الصلح على ذلك.
قال في أنباء الزمن ودخلت سنة ٥٦٣ لم يتفق فيها ولا في السنة التي بعدها ما يوجب الذكر.
ودخلت سنة ٥٦٤ فيها وقعت حروب بين الإمام احمد بن سليمان وبين الأشراف القاسميين وساق الخبر الآتي ، وقد وجدنا في سيرة الامام الحوادث المحررة هنا قبل خبر الاشراف القاسميين وإليك البيان وذلك من سنة ٥٥٩ وما بعدها فذكر : أن أصحاب ابن مهدي لما طلعوا إلى مخلاف جعفر وكانت محطة جنب في نقيل صيد في اعلاه عند حصن سماره وقد أضرّ بهم أصحاب ابن مهدي.
فوصل الامام الى بلد عنس ففرح الجنبيون بوصول الإمام وأشاعوا انه وصل ممدّا لهم ، فلما علم بذلك جنود ابن مهدي رجعوا زبيد ولما وصلوا زبيد ، بلغهم أن الامام تقدّم الى بلد عنس ، وزبيد وانه لم يأت في شأن جنب ، وأعادوا الكرة على جنب ، فكانت بينهما حرب في السّحول أوقعوا بجنب وأخذوا ابلهم وأزوادهم وجميع ما تحويه محطّتهم ، فعظم الهول واشتد الخطب على أهل ذمار ، واستعدوا لمغادرة البلاد والفرار إلى حيث يعوي الذّئب (٢) ، خوفا من إبن مهدي وفرقا من جنده ، فدخل الإمام ذمار ، وسكّن روعهم ، وجمع جنبا وأخذ عليهم العهود في المتابعة ، ولما علم بذلك أصحاب ابن مهدي وعلى رأسهم زعيمهم أحمد بن علي الحرامي ، وكان قد
__________________
(١) هو ما يعرف الآن بسمارة في رأس جبل صيد بين الأشراف القاسميين إب ويريم منتهى حقل اقتاب).
(٢) من الأمثال يقال في حيث يعوي الذئب أي بالغ في الهرب.