وقال عليّ بن حمزة الأصفهانيّ (١) في كتاب أعياد الفرس : إنّ أوّل من اتخذ النيروز ، جمشيد ، ويقال : جمشاد أحد ملوك الفرس الأول ، ومعنى النوروز اليوم الجديد ، والنوروز عند الفرس يكون يوم الاعتدال الربيعيّ ، كما أنّ المهرجان أوّل الاعتدال الخريفيّ ، ويزعمون أن النوروز أقدم من المهرجان ، فيقولون : إن المهرجان كان في أيام أفريدون ، وإنه أوّل من عمله لما قتل الضحاك ، وهو بيوراست ، فجعل يوم قتله عيدا سماه المهرجان ، وكان حدوثه بعد النوروز بألفي سنة وعشرين سنة.
وقال ابن وصيف شاه في ذكر مناوش بن منقاوش أحد ملوك القبط في الدهر القديم: وهو أوّل من عمل النوروز بمصر ، فكانوا يقيمون سبعة أيام يأكلون ويشربون إكراما للكواكب.
وقال ابن رضوان : ولمّا كان النيل هو السبب الأعظم في عمارة أرض مصر ، رأى المصريون القدماء ، وخاصة الذين كانوا في عهد قلديانوس الملك أن يجعلوا أوّل السنة في أوّل الخريف عند استكمال النيل الحاجة في الأمر الأكثر ، فجعلوا أوّل شهورهم توت ، ثم بابه ثم هاتور ، وعلى هذا الولاء بحسب المشهور من ترتيب هذه الشهور.
وقال ابن زولاق : وفي هذه السنة ، يعني سنة ثلاث وستين وثلثمائة ، منع أمير المؤمنين المعز لدين الله من وقود النيران ليلة النوروز في السكك ، ومن صبّ الماء يوم النوروز.
وقال : في سنة أربع وستين ، وفي يوم النوروز زاد اللعب بالماء ، ووقود النيران ، وطاف أهل الأسواق ، وعملوا فيه وخرجوا إلى القاهرة بلعبهم ، ولعبوا ثلاثة أيام ، وأظهروا السماجات والحلي في الأسواق ، ثم أمر المعز بالنداء بالكف ، وأن لا توقد نار ، ولا يصب ماء ، وأخذ قوم فحبسوا ، وأخذ قوم فطيف بهم على الجمال. وقال ابن المأمون في تاريخه : وحلّ موسم النوروز في اليوم التاسع من رجب سنة سبع عشرة وخمسمائة ، ووصلت الكسوة المختصة بالنوروز من الطراز ، وثغر الإسكندرية مع ما يتبعها من الآلات المذهبة ، والحريري والسوادج ، وأطلق جميع ما هو مستقرّ من الكسوات الرجالية والنسائية والعين والورق ، وجميع الأصناف المختصة بالموسم على اختلافها بتفصيلها ، وأسماء أربابها ، وأصناف النوروز البطيخ والرمان ، وعناقيد الموز ، وأفراد البسر ، وأقفاص التمر القوصي ، وأقفاص السفرجل ، وبكل الهريسة المعمولة من لحم الدجاج ، ومن لحم الضأن ، ومن لحم
__________________
(١) علي بن حمزة الأصفهاني : في الأعلام حمزة الأصفهاني ولد سنة ٢٨٠ ه وتوفي سنة ٣٦٠ ه. مؤرخ أديب من أهل أصفهان وكان مؤدبا مصنفا له تصانيف غزيرة. الأعلام ج ٢ / ٢٧٧.
وهناك في الجزء ٤ ص ٢٨٣ في الأعلام : علي بن حمزة البصري من العلماء بالأدب له عدة مؤلفات توفي سنة ٣٧٥ ه.