الأخرى ، مرتبين إياها وفق المنهج العام لمؤرخنا ؛ حتى تستقيم على أفضل صورة ممكنة.
ج ـ عند وجود تراجم بها مادة سطحية ، وندرة فى المعلومات ، فإننا نطرق كل السبل ، التى من شأنها الحصول على ما يكملها ويتمها من المصادر الأخرى التى تنسب ذلك إلى مؤرخنا. فإن لم ننجح فى ذلك ، فنحن أمام أحد أمرين : إما أن الندرة ـ أساسا ـ من مؤرخنا «ابن يونس» ، فنبقى عليها كما هى ، ونذكر فى الهامش أنه لا تفاصيل فى المصادر الأخرى تتمها ، أو نجد مزيدا من المعلومات بها غير منسوبة إلى مؤرخنا ، فنثبتها فى الحاشية ؛ جبرا للنقص ، وتعويضا عن القصور اللاحق بالترجمة المذكورة فى المتن.
الصعوبة الثانية :
عدم معرفتنا بالضبط ـ وللوهلة الأولى ـ مفهوم «المصريين» ، و «الغرباء» فى عرف مؤرخنا «ابن يونس» ، وعلى أى أساس سنقوم بوضع بعض التراجم فى بقايا كتاب «تاريخ المصريين» ، وعلى أى أساس آخر نضع التراجم الأخرى فى بقايا «تاريخ الغرباء».
كيفية مواجهتها :
لا ريب أن عدم عثورنا على مقدمة كتابى ابن يونس ـ إذا كانت لهما مقدمة فى الأصل ـ التى يشرح فيها مؤرخنا هذه المفاهيم ، عقّد هذه المشكلة ، وجعلها من الصعوبة بمكان ، ولو وجد هذا التوضيح لأراحنا من هذا العناء. ويضاف ـ إلى ذلك ـ أن بعض المصادر كانت تكتفى بذكر ابن يونس عند الاقتباس منه ، دون أن تذكر اسم الكتاب الذي اقتبست منه ، وقد تذكر له أسماء متعددة مختلطة متداخلة ، أو مختصرة موهمة ـ على نحو ما رأينا ذلك من قبل (١) ـ مما يجعلنا فى حاجة ماسّة إلى بذل الجهد الأكبر للتمييز بين المصريين والغرباء ، وذلك كما يلى :
أ ـ تتبع تراجم الكتابين بعد تجميعها مع الاستعانة بالمصادر الدقيقة ، التى تنسب النص إلى مصدره المنقول عنه ؛ حتى نضع مفهوم «المصريين» ، و «الغرباء» على ضوء مجموع التراجم ككل (٢).
__________________
(١) راجع بخصوص عناوين (تاريخ المصريين) ص ٣٠٨ ـ ٣١٠ ، وبخصوص عناوين (تاريخ الغرباء) ص ٣١٣ ـ ٣١٤ (من هذه الدراسة).
(٢) راجع ما ذكرته قبلا عن (موضوع تاريخ المصريين) ص ٣١١ ـ ٣١٢ ، وما أوردته عن موضوع (تاريخ الغرباء) ص ٣١٥ ـ ٣١٦ (من هذه الدراسة).