ب ـ إذا لم نجد من القرائن والأدلة ما يقطع بمكان الترجمة بالضبط «فى المصريين» ، أو «فى الغرباء» ، فإننا نضطر إلى تغليب الظن (١) ، حتى يظهر من النصوص ـ مستقبلا ـ ما يؤكد ذلك ، أو يعدّله.
ج ـ قد تتكافأ الأدلة ، وذلك نادرا ما يحدث هنا ، فأثبت الترجمة الواحدة فى كلا الكتابين ؛ لعدم القدرة على الترجيح ، إلى حين الفصل فى الأمر فيما بعد (٢).
الصعوبة الثالثة :
على أى أساس تنظيمى رتّب ابن يونس كتابيه؟
لقد طرح هذا التساؤل ـ من قبل ـ أحد الباحثين ، وتساءل : أهو على الحروف؟ أم السنين؟ أم الطبقات؟ ثم أجاب عنه قائلا : يبدو من أحد النقول أنه اتبع طريقة الترتيب على المدن ؛ مما جعله يكرر بعض التراجم ، كأن يذكر صاحب الترجمة فى «البغداديين» ، ثم يذكره فى «الكوفيين». ثم أحس الباحث أن هذا القول لا ينسحب على الكتابين كليهما ، فاستدرك قائلا : ولا شك أن هذا يتعلق ـ فقط ـ بكتاب «الغرباء» (٣).
__________________
(١) راجع ـ مثلا ـ (تاريخ المصريين) ، ترجمة رقم (٨٩٣) ، وهامشها رقم (١ ص ٣٣٠) ، وترجمة رقم (١٢٥٠) ، وهامشها رقم (٨) ، وترجمة رقم (١٣١٤) ، وهامشها رقم (٢).
(٢) ومثاله : ترجمة (عياض بن عبد الله بن سعد بن أبى سرح) فى (تاريخ المصريين) برقم (١٠٥٤) ، وقد راعيت فى متن الترجمة منهج ابن يونس العام فى (تراجم المصريين) ، واستدللنا على وضعه فى هذا الكتاب من واقع نص ابن حجر ، الذي نقله عن ابن يونس فى ترجمة المذكور فى (تهذيب التهذيب ٨ / ١٨٠) ، إذ قال : ولد بمكة ، ثم قدم مصر مع أبيه ، ثم خرج إلى مكة ، وبها مات). فالمترجم له ليس صحابيا ؛ إذ لم يذكر فى كتب الصحابة التى بين أيدينا (الاستيعاب ، وأسد الغابة ، والإصابة). وقد قطع ابن سعد أنه من تابعى المدينة (فى الطبقة الثانية). (طبقاته ٥ / ١٨٧).
وبناء عليه ، فيكون دخل مصر صغيرا عند فتحها مع والده (عبد الله بن سعد) ، فيعدّ فى (المصريين). لكن نص المزى (تهذيب الكمال) ٢٢ / ٥٦٩ ، منقولا عن ابن يونس يقول : «ثم قدم مصر ، فكان مع أبيه» ؛ مما يعنى أنه قد يكون دخلها متأخرا فى توقيت لا نعرفه ، ولما كان من غير الصحابة ، وثبت أنه مات على رأس المائة (التقريب ٢ / ٩٦) ، فالمرجح أنه دخل مصر كبيرا ، فيعد فى الغرباء (رقم ٤٣٥). ومن هنا ذكرته فى الكتابين ، حتى يظهر ما يرجح واحدا على الآخر.
(٣) موارد تاريخ بغداد ، للدكتور العمرى ص ٣٠١.