بدر العلى تاريخه (من غربه) |
|
في الشرق أشرق نوره لمحبه |
ومنها :
من أين هذا الطيب هل ريم النقا |
|
ليلا سرى ليدير راحة صببّه |
أو جاء بيروتا محمّد بيرم |
|
من طيبة فذكت نوافح قربه |
حيث الزمان على تلوّن طبعه |
|
أدّى به كفارة عن ذنبه |
وقد مدحه أيضا الأديب الفاضل واللوذعي الكامل الشيخ أبو حسن قاسم أفندي الكستي البيروتي بقصيدة غراء منها :
به تونس الغرب استعزت وأحرزت |
|
بصحبته الفضل الذي ليس يجحد |
يغار على الدين الحنيف لأنه |
|
خبير به لا يعتريه التردّد |
عليه من العلم الشريف جلالة |
|
يقوم لها الدهر الحسود ويقعد |
وسيرته الحسناء في كل موطن |
|
بألسنة الأيام تتلى وتنشد |
وبعد أن أقام هناك أسبوعا رام فيه التوجه لدمشق الشام لرؤية معالمها العظام وملاقاة السيد الأمير عبد القادر الجزائري غير أن الوقت لم يسعف بذلك لتراكم الثلج في الطريق وتعطيله للسكة فتوجه توّا إلى القسطنطينيّة وهناك ورد عليه مكتوب من الأمير المشار إليه نصه :
«بسم الله الرحمن الرحيم ـ الحمد لله حمد المتوسلين. والصلاة والسلام على سيد المرسلين. وعلى آله وصحبه آمين. من خادم أهل الله عبد القادر بن محيي الدين الحسني إلى جناب العالم الفاضل. والهمام الكامل. صاحب المقام السني. الشيخ السيد محمّد بيرم أفندي المحترم. أدام الله عليه سوابغ النعم. أما بعد اهداء تحيّة مقرونة بالاخلاص والتكريم. وأدعية متوالية بدوام نفعكم العميم فالموجب لتحريره أولا السؤال عن راحة وجودكم السعيد. والابتهاج بسماع حديثكم المجيد. وثانيا قد بلغنا من ولدنا عبد القادر أفندي الدنا سلامكم. ومزيد محبتكم وودادكم. وحصل لنا بذلك تمام السرور. زادكم الله نورا على نور. ورغبة بربط أسباب المودّة بجنابكم. واستجلاب بدائع خطابكم. ومجاب دعائكم على الدوام. تحرّرت لكم هذه الأرقام. وعليكم السلام في ١٦ جمادى الأولى سنة [١٢٩٧ ه]».
|
المخلص عبد القادر الحسني |
وكان المرحوم قبل توجهه إلى الاستانة أرسل مكتوبا بواسطة بعض خواصه للوزير بتونس نصه :
«الصدر الهمام أمير الأمراء جناب الوزير الأكبر سيدي مصطفى أطال الله عمره أما بعد السلام التام ، فإني قضيت المناسك ولله الحمد ولم أستطع المبادرة بالرجوع إلى الوطن