بالسفر وأما حساب الأوقاف فقد جرت العادة بنشره سنويّا في الجريدة الرسميّة «الرائد التونسي» ولم يتأخر نشره قط وهو محفوظ في مجموعة الرائد يمكن مراجعته. ثم إن صاحب الترجمة قبل سفره للحجاز أخذ براءة من مجلس ادارة الأوقاف ممضى عليها من جميع الأعضاء ومن أمين الصندوق وهي حجة قوية ناطقة بأن لا شبهة في الحساب ولا شيء من أموال الأوقاف باق في ذمة الناظر وتلك البراءة هي بنصها بالحرف الواحد :
الحمد لله وصلى الله على سيدنا ومولانا محمّد وسلم :
اطلعت الجمعيّة على حساب دخلها وخرجها سنة ١٢٩٦ ه التاريخ بانضمام حسابات السنين السابقة إليها ، فكانت جملة الدخل ثلاثمائة ألف وثلاثة وخمسين ألف ريال وتسعمائة وتسعة وثلاثين ريالا ونصف ريال وعشرة نواصر فضة ، وجملة الخرج ثلاثمائة ألف وأربعة آلاف وثمانمائة ريال وثمانين ريالا إلّا ثمانية نواصر ونصف ناصري فضة الذي بتذاكر الجمعيّة ، وكان الفاضل ما قدره تسعة وأربعون ألف ريال وستون ريالا إلّا سبعة نواصر ونصف ناصري فضة أخرج منه الرئيس ثمانية آلاف ريال وستمائة ريال وخمسة وعشرين ريالا فضة صرف خمسة آلاف فرنك صرفت في مصالح الدولة وخرجت فيها تذكرتين منها لقابضها يدفعها مصروفا على يد الوزير الأكبر ولم يدفعها القابض إلى الآن إحداهما : تذكرة مؤرخة في ٢٧ القعده من عام ١٢٩٣ ه عدد ٤٦١٩ بها ألفا فرنك اثنان ، وثانيتهما : مؤرخة في ١٥ الحجة سنة ١٢٩٥ ه عدد ٣٥٦٩ بها ثلاثة آلاف فرنك ، ولما كان الفصل الواحد والعشرون من ترتيب الداخليّة للجمعيّة قاض بابقاء المفتاح الثالث للخزنة الثانية عند الرئيس ، والفصل السابع عشر من الترتيب المذكور قاض بأن كاهية الجمعيّة يقوم مقام الرئيس عند غيبته وقد أراد الرئيس السفر إلى أوروبا فبمقتضى ذلك أبقيت تذكرتا الدولة المذكورتان بالخزنة الثانية المذكورة وسلم إلى الكاهية مفتاحها الثالث بمحضر الجمعيّة بعد اطلاعها على الحساب المذكور وسلامة ذمة الرئيس مما في عهدته ، وكان الباقي تحت يد أمين مال الجمعيّة أربعين ألف ريال وأربعمائة ريال وخمسة وثلاثين ريالا إلّا سبعة نواصر ونصف ناصري فضة ، وكتب في ٢٠ يونيه الموافق لرجب الأصب ١٣ من عام ستة وتسعين ومائتين وألف.
صح أحمد الورتتاني صح محمد بن الأمين
صح محمد الشاذلي السنوسي صح من محمود بن سالم