فالمرجو من بعد هذا أن تستمر المراسلات في البين. وينقطع بوجودها البين. أفندم».
في ١٩ جمادى الأولى سنة ١٢٩٩ ه. |
الداعي پوست نشين حضرت كيلاني نقيب بغداد السيد سلمان القادري |
وقد كان صاحب الترجمة على عادة أهل تونس وعلى ما امتاز به من التشيع الكلي لآل البيت النبوي الكريم يميل ميلا خاصا للسيد المشار إليه لنسبه العالي وحسبه الغالي وفضله المتلالي ، حتى إن ذلك كان من جملة البواعث على الإيقاع به تشفيا من سيادة السيد النقيب حرسه الله ومع ذلك فقد كان المرحوم يسعى جهده لجعل علاقاته مع جميع من يعاشره من العرب وغيرهم في الأستانة على أحسن ما يكون من المجاملة وحسن المعاملة ، وكان مع صاحبي السماحة السيد أحمد أسعد أفندي والسيد أبي الهدى أفندي على قدم الوداد وحسن الإعتقاد ، كما يظهر من آثارهما المحفوظة لديه ونذكرها هنا تبركا بهما وافتخارا بودهما :
«أخذت يا بهجة الفضلاء. وقرّة أعين العلماء. كتابكم الكريم. وأمركم المحترم الفخيم. واطلعت على رسالتكم الجميلة (١) الشاهدة لحضرتكم بأيادي العلم الطويلة. وإني بحمده تعالى ممن يحب أن يسدي المعروف لأهل الفضائل. سيما لمثل حضرتكم من أرباب المزايا العليّة والفواضل. فإذا وفق المولى نقوم بتقديمها لمحلها. ودمتم أرباب المناقب وأهلها».
|
الداعي (أبو الهدى) |
«قدوة الأماجد الكرام. ذو الفضل والإحترام. محبنا العزيز السيد محمّد بيرام. حفظه الله آمين وبعد مزيد السلام. مع التحيّة والإكرام. نعرف سيادتكم هو أن الساعة ثلاثة ونصف في يومنا هذا لازم تشرفونا في البيت مع نجلكم المكرم لأجل أن نتبرك بكم. هذا ما لزم ودمتم. في عز وسرور. وأنعم حبور في ٧ ذي القعدة سنة ١٣٠٠ ه».
|
الداعي (أحمد أسعد) |
وبعد أن اتفق صاحب الترجمة مع عائلته على العود إلى الأستانة والسكنى بها حيث لم ير محلا انسب منها من بلاد الإسلام ولا تليق السكنى بعائلة مسلمة في بلاد أجنبيّة مع أنه كان يخطر في بال بعض التونسيين إذ ذاك التوجه في عدد كبير إلى أمريكا للإستيطان بها ، غير أن هذا الفكر لم يمكن تنفيذه لصعوبات حالت دونه فقصد المرحوم التوجه إلى
__________________
(١) وهي المسماة «عقد الدر والمرجان في سلاطين آل عثمان».