مخالفة كثيرة كليّة ، غير أن القانون المدني المصري مع ذلك أكثره مطابق للشريعة المطهرة على الإطلاق من غير نظر إلى خصوص مذهب معين بل بالنظر إلى أقوال الأئمة المعمول بأقوالهم في الديانة ، والقليل من هذا القانون المدني مخالف أيضا لجميع تلك الأقوال غير أن تحويره بما يرجع به إلى مطابقة أحدها مما يقتضيه الحال أمر سهل يسير بفطنة حذاق أهل الخبرة والعلم».
وكذلك كلفه الباشا المشار إليه تقديم تقرير بما يراه لإصلاح حال الأوقاف وقد فعل وكان موجها همته في مدة توظفه بالمحاكم للسعي وراء تطبيق قوانينها على الشريعة الغراء ، ولما قدم ولي عهد الإنكليز إلى مصر كان صاحب الترجمة من الأفراد القليلين الذين اجتمعوا به وفي تلك السنة أنهى رياض باشا ترميم منزله بالحلميّة فهنّأه المرحوم بهذه الأبيات :
أن الوزير المصطفى في عصره |
|
لا زال عونا للمليك بأزره |
أبدى من التدبير في الإصلاح ما |
|
قد حقق المعهود منه بقطره |
فلقد أتى في قصره ما يبتغي |
|
حسنا به ومتانة مع وفره |
والقطر قصر واسع الأرجاء قد |
|
أبدى له أنموذجا من قصره |
وكلاهما مستأهل بعياله |
|
وإدارة بإصابة من فكره |
فكما نشاهد في الصغير إجادة |
|
فكذا الكبير نراه صار بأمره |
إذ اتقن التحسين حتى أرّخوا |
|
قصر رياض فيه جنة مصره |
(سنة ١٨٨٩)
وقد عين عضوا في اللجنة الّتي تشكلت للنظر في تعميم المحاكم الأهليّة بالوجه القبلي وعضد هذا التعميم ، وكذلك انتخب عضوا في لجنة تشكلت في المحكمة بناء على طلب نظارة الحقانيّة لتقديم تقرير للنظارة بكل ما يرى لزوم تعديله في القوانين على حسب ما يلائم حالة البلاد وعين عضوا في لجنة بنظارة الداخليّة لمراجعة الأحكام الصادرة من قومسيونات الأشقياء وانبنى على عمل هذه اللجنة الإفراج عن عدد عظيم من المحكوم عليهم بالأشغال الشاقة في طره وكان إمضاؤه على تقرير هذه اللجنة آخر أعماله الرسميّة فتوجه إلى مدينة حلوان لتغيير الهواء ، وهناك اشتدّ عليه المرض وبلغ به الضعف غاية المنتهى وظهر في جهة جنبه الأيسر خرّاجان بسبب الحقن بالمرفين أعقبهما بعد فتح الطبيب لهما تكوّن المادة في الرئة وبعد أن لازم الفراش بالمرض المعروف بذات الجنب نحو الخمسة والعشرين يوما فارق الحياة وذلك في الساعة الخامسة ونصف بعد ظهر يوم الأربعاء ٢٥ ربيع الثاني سنة ١٣٠٧ ه (١٨ دسمبر سنة ١٨٨٩) وقد خلف ثلاثة بنين رزق بهم من بنت عمه الّتي تزوّج بها في ١٤ ربيع الثاني سنة ١٢٧٧ ه وكان قبل ملازمته للفراش محتفلا بالمولد النبوي الشريف هناك بمحضر بعض الأصحاب وقد دخل إلى الحرم من