عمل فرنسا وحمي الوطيس إلى أن تيقن نابليون بالغلب وقوة قرنه عدة وعدة ، فكتب إلى ملك بروسيا ما تعربيه :
«يا أخي حيث أني لم يتيسر لي أن أموت في مقدمة جيشي فها أنا أضع سيفي لدى قدميك» اه. ورفع من هناك أسيرا وسبحان الدائم عزه وملكه ، وهربت زوج نابليون واستقرت مع زوجها بلندرة إلى أن مات بها ، وأما العساكر التي معه فطلبت الإستسلام على وجه لا يحط بشرفها ، وحيث كانت المخاطبات الواقعة في هذا الشأن واقعة بين الرؤساء بالسلك البرقي ولها أهمية رأينا إثباتها هنا نقلا عن كتاب ألف وطبع في باريس ، وهي :
من الجنرال دووميسين الفرنساوي إلى الجنرال ملتك رئيس عساكر جرمانيا.
أريد أن أعرف ما هي شروط التسليم التي يريد ملك بروسية أن يوجبها علينا؟
جواب الجنرال ملتك : «شروطنا سهلة فإن جميع جيشكم أسرى مع كل ما عندهم من الأسلحة والذخائر ، ولكن نترك للضباط سيوفهم علامة على اعتبارنا لهم وعلى بسالتهم ولكن يكونون أسرى أيضا كبقية الجيش.
الجنرال دووميسين : هذه الشروط شديدة يا جنرال إذ الظاهر أن بسالة عساكر فرنسا تستوجب مراعاة أكثر من هذه أليس من الممكن لجيشي أن يستحصل على شروط على هذه الصورة الآتية؟ وهي : أن أسلم لكم سيدان بما فيها من المدافع ، وأما العسكر فتتركوه يخرج بما عنده من الأسلحة والأكحال والرايات بشرط ، أن لا يعود لمحاربة بروسية في هذه الحرب والإمبراطور يتعهد بنفسه بهذه الشروط بالمكاتبة ، وكذا أعيان ضباطه العسكرية ، ثم ينقل هذا الجيش إلى إحدى جهات فرنسا التي تعينها بروسية أو إن شئت ينقل إلى الجزائر إلى أن يبرم بيننا الصلح.
جواب الجنرال دوملتك : طلبكم هذا لا يقارن القبول.
الجنرال دووميسين : إني وصلت إلى هنا من صحراء أفريقية منذ يومين فقط ، وكان لي إلى الآن شهرة عسكرية مرضية والآن فوض إليّ رئاسة جيش في ميدان القتال فأصبحت مضطرا إلى أن أقيد إسمي في الإذعان لمصيبة مثل هذه حتى اضطررت أيضا إلى تحمل جميع المسؤلية بدون أن أكون قد أحدثت هذه الوقائع الحربية التي هي سبب في هذا التسليم ، وحيث أنك جنرال مثلي يلزمك أن تشعر بحالي المحزنة ولكن يمكنك تخفيفها باشتراطك عليّ شروطا أهون وأيسر ، وإلا فلا يمكنني قبول شروطكم وحينئذ ادعو جيشي إلى شرفهم واخترق بهم صفوفكم وإلا فأبقى في سيدان متوقعا.
جواب الجنرال ملتك : إعتباري لكم عظيم وشرح حالكم في محله ، ولكن أتأسف على أنه لا يمكنني فعل شيء مما طلبتموه وأما خرق الصفوف وخروجكم من سيدان فمن المحال وكذلك تحفظكم فيها ، نعم إن عندكم عساكر عظيمة ولا سيما المشاة فإنهم على غاية من المهارة والإقدام وكذا فرسانكم وطوبجيتكم وقد أوقعوا بنا ضررا كبيرا ، غير أن