وهي المكافآت على الجميل التي ترقبناها ، أما نحن فأخلاقنا مخالفة لأخلاقكم فإنا أمة صادقة ساكنة لا تحرص على الفتوحات وإنما تحرص على أن تعيش بالسلم وقد كفى اليوم ، فيلزم أن تتأدب فرنسا على تجبرها ويلزمنا أن نطمئن على سلامة أولادنا ، ولذا يلزم أن يكون بيننا وبين فرنسا حدود منيعة فلا بد لنا من أرض وحصون وحدود لنكون دائما آمنين من هجومها.
جواب الجنرال الفرنساوي : قد غلطت يا أيها الذات الموقر في حكمك على أمة فرنسا فإنك إنما تتصور فرنسا في سنة ١٨١٠ وتتصور حالها من أبيات بعض الشعراء ومن كلام بعض الجرنالات وهي اليوم على غير حال ، فإن بهمة الإمبراطور صارت أفكار أهلها مشغولة بالتجارة والصنائع والعلوم وكل واحد منهم يسعى في تكثير مكاسبه وينظر إلى منافعه وكلهم يحبون الإخاء ، أنظر إلى انكلترة مثلا فأين اليوم تلك الكراهة التي طالما أبعدتنا عنها ، أليس أن الإنكليز اليوم أعز أحبابنا وكذلك يكون أهل ألمانيا إذا أظهرتم المكارم معنا؟
البرنس بسمارك : قف هنا يا جنرال إن فرنسا لم تتغير فإنها هي التي أكرهتنا على الحرب ولأجل خداع الأمة حرصا على نفع آل الإمبراطور نابليون الثالث أعلن بحربنا ، نعم إنا ندري أن كثيرا من أهل فرنسا وهم العقلاء لم يريدوا الحرب ولكن تلقوا فكر الأمبراطور بالقبول والباقي هم الذين تحمسوا للحرب ، حتى أصحاب الجنرالات أيضا فهؤلاء القوم يلزم تأديبهم ولذلك يلزمنا أن نسير إلى باريس ومن ذا الذي يدري ماذا يقع بعده ، إذ من المحتمل أنه ينشأ عندكم دولة من الذين لا يعفون عن شيء بل يحدثون أحكاما على حسب هواهم ولا يعترفون شروط تسليم جيشكم فربما ألزموا الضباط نقض عهودهم ، نعم إنا نروم الصلح ولكن الصلح الذي يكون على أساس الثبات والدوام وشروطه صارت معلومة لكم ، فيلزمنا أن نجعل فرنسا بصورة بحيث لا يعود ممكنا لها أن تقاومنا فيما بعد ، وقد قدّر الله أن تكون زهرة عساكركم أسرى عندنا فمن الهوس أن نعيدهم إليكم ليعودوا إلى محاربتنا وشأن ذلك دوام القتال ، ومصلحة بلادي تأباه أيها الجنرال مهما يكن من المصالح المختصة بذاتك ومهما يكن من أفكارك عن جيشكم فلا يمكنني الإجابة إلى مطلوبك أو تغيير شيء من الشروط التي أبلغتك إياها.
الجنرال الفرنساوي : فلا يمكنني إذا أن أوقع شروط التسليم على هذا المنوال بل يلزمنا إدامة القتال.
جواب الجنرال كستلان من أعيان الأمراء الفرنساوية إلى البرنس المشار إليه : «عندي أن الوقت قد حان لإبلاغ ما ذكرتم إلى الإمبراطور».
جواب البرنس بسمارك : إنا سامعون لكم.
الجنرال كستلان : قد كلفني جناب الإمبراطور أن أبلغ مسامع جناب ملك بروسية أنه