كان بعث إليه بسيفه بدون شرط وسلم نفسه له بلا شرط وإنما فعل هكذا أملا في أن الملك يشعر بما يوحيه هذا التسليم فيقع لديه موقع الإعتبار فيتساهل مع جيش فرنسا بتسليم أشرف لهم كما تستحقه بسالتهم.
البرنس بسمارك : أهذا كلامكم كله؟
الجنرال كستلان : نعم.
البرنس بسمارك : ما هو السيف الذي سلمه الإمبراطور هل هو سيف فرنسا أو سيفه الخاص به ، فإذا كان سيف فرنسا أمكن تعديل الشروط ولكن يكون جوابكم الأخير ذا بال.
الجنرال كستلان : السيف الذي سلمه لكم الإمبراطور هو سيفه فقط.
الجنرال ملتك : فعلى هذا لا يمكن تبديل شيء من الشروط وإنما يكون للإمبراطور ما يختص به.
الجنرال دووميسين : إذا نستأنف الحرب.
الجنرال ملتك : المهلة تنقضي في فجر الغد وفي الساعة الرابعة أشرع في إطلاق النار عليكم.
البرنس بسمارك : نعم أيها الجنرال إن عندكم عساكر شجعانا فلا أشك أنهم يظهرون غدا بسالة غريبة ويرزؤن منا ويوقعون بنا الضرر ، ولكن ما الفائدة من ذلك لأنك في مساء الغد لا تجد نفسك متقدّما أكثر مما تقدمت اليوم ويبقى في أعناقكم دم عساكركم بل عساكرنا أيضا الذين يسفكون دماءهم لغير فائدة ، فقد أخبركم الجنرال «ملتك» أن مقاومتكم لنا هوس.
الجنرال ملتك : إني أؤكد لك مرة أخرى أن خرق صفوف عساكرنا لا يمكن ولو كان عسكركم على أحسن أهبة لأنه لأنه فضلا عن كون عسكرنا أكثر عددا من عسكركم ، فإني مستولي على مواقع تمكنني من إحراق سيدان في بعض ساعات وهذه المواقع متسلطة على جميع الجهات التي يمكنكم المرور منها وهي منيعة فلا يمكنكم حوزها.
الجنرال الفرنساوي : ليست مواقعكم قوية كما تذكرون.
الجنرال ملتك : أنت لا تدري المواقع حول سيدان وإني أفيدك فائدة تبلغ من أمتكم المتكبرة وهي أنكم عند افتتاح الحرب بيننا وزعتم على ضباطكم خرائط كان رسمها وطبعها في ألمانيا إذ يمكن لكم حينئذ أن تطلعوا على مواقع بلادكم إذ لم يكن عندكم خرائط لها ، فأقول لكم الآن أن هذه المواقع فضلا عن كونها منيعة فالإستيلاء عليها ضرب من المحال.
الجنرال الفرنساوي : إني أغتنم الفرصة لإرسال أحد من ضباطي كما عرضتم عليّ في مبادىء الأمر حتى يرى مواقعكم المنيعة وعند رجوعه أجاوبكم.
الجنرال ملتك : لا ترسل أحدا فإن ذلك عبث إذ ليس لكم وقت طويل حتى تتداركوا