أصغر منها ، ومنها : التزام مذهب البرتيستانت ومنها : إذا اقتضى هذا التوارث أن حاز التاج الإنكليزي من له ملك أو أرض بمملكة أخرى فإن الأمة لا يلزمها الدفاع عن ذلك مثل ما يلزمها عما يرجع إلى انكلاتيره ما لم ترض بذلك الندوة ، ومنها : أن رياسة الديانة للملك بحيث يوظف مناصبها مثل ما يوظف المناصب السياسية ، ومنها : رياسة سائر القوات والصلح والحرب إلى غير ذلك مما مر في ملك إيطاليا ، ومنها : تلقبه بملك برنيطانيا العظمى وإمبراطور الهند ، حتى يقول في طالعة مكاتيبه الرسمية ما صورته : «فلان بنعمة الله ملك المملكة المتحدة من برنيطانيا العظمى وإرلانده وإمبراطور الهند محاميا عن العقيدة» الخ. والتلقيب بإمبراطور الهند حدث سنة ١٢٩٢ بإتفاق المجالس ، وقوله : محاميا عن العقيدة ، إشارة إلى رياسته الدينية ومنها : أن إجراء كل حق للملك في التصرف إنما يكون بواسطة رؤساء متوظفيه وهم رؤساء الأساقفة والوزراء.
وأما القسم الثاني وهو سلطة الأعيان : فهؤلاء الأعيان هم الملقبون باللوردات وبالقرناء وسيأتي في مبحث العوائد خصوصياتهم وامتيازاتهم ، والذي يتعلق بهم هنا أنه يتركب منهم مجلس اللوردات المشتمل على رؤساء الديانة ، وعلى عائلة الملك ، وعلى سائر لوردات إنكلاتيره وعلى سبعة عشر لوردا من لوردات إسكوتسيا ، وعلى أربعة لوردات من لوردات إرلانده ولوردات المملكتين الأخيرتين ينتخبان من أمثالهم في أقاليمهم لذلك المجلس لمدة حياتهم ، ويناط بهذا المجلس سائر الإحتساب على التصرفات وإنشاء القوانين وتغيير العادات والحكم في المتوظفين بحيث لا يصدر عن الدولة شيء إلا برضائه ، وليس لأعضاء هذا المجلس مرتب وعددهم غير محصور لما مر ، قد يبلغون زهاء خمسمائة ، ولأعضائه إعطاء الرأي فيه بالمباشرة أو بإرساله مع أحد أمثالهم كتابة ، والوزراء ينتخبون من هذا المجلس ومن مجلس النوّاب والملك إنما ينتخب رئيسهم فقط وهو ينتخب بقية الوزراء كما في بقية أوروبا ، وعدد الوزراء تسعة الرئيس وهو وزير المال في الأغلب ، ووزير الخارجية ، ووزير الداخلية ، ووزير الهند ، ووزير المستعمرات ، ووزير رياسة المجلس الخاص ، ووزير الحرب ولورد قاضي القضاة وهو رئيس مجلس اللوردات وموظف الحكام القانونية ، ولورد المحاسبات.
وهؤلاء الوزراء هم المباشرون لسائر أعمال الدولة بعد إذن الملك وليس له مخالفتهم إلا إذا وافقته أغلبية الندوة فحينئذ يستبدلهم بغيرهم ، وهؤلاء الوزراء يضم إليهم الملك أعضاء من بقية اللوردات فيتشكل منهم مجلس الملك الخاص ورؤساء إدارات الوزارات ولا يزيد مرتب الوزير عن مائتين وخمسين ألفا فرنكا في السنة ومنهم من له خمس ذلك فقط. ووظيفة هذا المجلس الخاص التدبير في إجراآت الأعمال كما أن من حقوق الأعيان أن يكونوا هم حكام الولايات ، كل ولاية حاكمها من لورداتها وليس للملك عزل أحد منهم من مرتبته اللوردية ، ومنهم أيضا أعضاء المجالس العليا في الولايات التي لها التصرف الكلي.