حوالي شاطىء البحر الأحمر مع بيان حجمها ومركزها ، وهي من صنع الإنقليزيين فسألتهم هل لهم خريطة مصرية أو عثمانية فأجابوا بأن تلك الخريطة هي المعول عليها عند جميع الأمم ولو العثمانيين ، الذين يعد البحر الأحمر بحيرة في مملكتهم من جميع جهاته فعجبت وانذهلت من حزم قوم وإهمال آخرين ، وهي إحدى علامات تأخرنا إذ صرنا لا نعلم بلادنا وشواطئها إلا بتعريف الأجانب لنا بها وسبحان الفعال لما يريد.
وأما سكان الحجاز فهم كلهم عرب من نسل العرب الأقدمين إلا سكان البلدين المكرمين فأغلبهم من الوافدين من جميع الأقطار وأكثرهم بمكة من الهنود ، وأما في المدينة فأكثرهم من المغاربة وعدد جميع السكان في الحجاز يقرب من نحو مليونين ، فالذين يعمرون الأرض ما بين مكة والمدينة هم قبيلة مزينة وتعرف بالأحامدة ومنها فخذ يعرف بقبيلة حرب ، وهم التجار ومنهم البغاة الذين يكثرون قطع الطرق بين البلدين المكرمين ، وهاته القبيلة وهي مزينة المعروفة بالأحامدة ، تنقسم إلى قسمين كبيرين أولهما : يسمى المسروح ، وهم سكان البراري من مكة إلى الصفراء ، وثانيهما : يعرف ببني سالم ومنهم فخذ حرب ، وهم سكان بقية الجهات ، وديانة الجميع هي الإسلام على مذاهب شتى أغلبهم أهل سنة على المذهب الحنفي والشافعي ، وانتشر فيهم التعاليم الدينية بكثرة زوايا الشيخ السنوسي المنتشرة في جميع جهاتهم وقد مر الكلام على مذهبهم عند الكلام على جزيرة العرب في المقدمة وعلى حوادث تونس في فصل سفري إلى فرنسا ، كما يوجد المذهب الوهابي بقلة وإن كثر في جهات نجد الخارجة عن حكم الحجاز ، وأما تقاسيم الأهالي بالنظر للحكم فإن كل قبيلة لها مشايخ منها ويرجع الجميع إلى أمير مكة السيد الشريف.