يقول : يا خليفة رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، أتينا من قبل الأعراب ، انهزموا بنا وعودونا ما لم نكن نحسن ، حتى أظفرنا الله بعد ، ثم قال أبو بكر : كرهت رؤيا رأيتها كراهية شديدة ، ووقع فى نفسى أن خالدا سيلقى منهم شدة ، وليت خالدا لم يصالحهم ، وأنه حملهم على السيف ، فما بعد هؤلاء المقتولين يستبقى أهل اليمامة ، ولن يزالوا من كذابهم فى بلية إلى يوم القيامة ، إلا أن يعصمهم الله ، ثم قدم بعد ذلك وفد اليمامة مع خالد على أبى بكر رضياللهعنه.
قال الواقدى : أجمع أصحابنا أن خالد بن الوليد قدم المدينة من اليمامة ، وقدم بوفد اليمامة سبعة عشر رجلا من بنى حنيفة ، فيهم مجاعة بن مرارة ، وإخوته ، وأن أبا بكر حبسهم ، فلم يدخلهم عليه ، فدخلوا على عمر بن الخطاب يكلمونه فى أن يكلم أبا بكر أن يأذن لهم فيدخلهم أو يأذن لهم فى الرجوع إلى بلادهم ، فوجدوه يحلب شاة على رغيف فى صحفة ، ومعه عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب وابنه زيد بن الخطاب ، فهما ينزوان على ظهره ، قالوا ، أو من قال منهم : فنسبنا ، فانتسبنا ، فقرب تلك الصحفة وما فيها ، وقال : أصيبوا شيئا ، فتحرمنا فأصبنا شيئا ، فسألته : من هذان الغلامان؟ فقال : هذان ابنا زيد بن الخطاب رحمهالله ، فوجمنا لأنا قتلنا زيدا ، فلما رأى وجومنا قال : ما لكم قد سكتم؟ هذا أمر قد ذهب ، حاجتكم ، قالوا : فبسطنا ، فقلنا : احتبسنا ولا نقدر على الدخول على أبى بكر ، ولا السراح إلى بلادنا ، فقال عمر : عليكم عهد الله وكفالته أن تناصحوا الإسلام وأهله ، قلنا : نعم ، قال : ارجعوا حتى تأتوا فى هذه الساعة من غد فأوصلكم إلى أبى بكر ، فلما كان ذلك الوقت من الغد ، جاءوه ، فخرج معهم حتى أوصلهم إلى أبى بكر.
وقال زيد بن أسلم عن أبيه : لما دخلوا على أبى بكر الصديق ، قال : ويحكم ، ما هذا الذي استنزل منكم ما استنزل ، وخدعكم ، قالوا : يا خليفة رسول الله ، قد كان الذي بلغك مما أصابنا.
وذكر وثيمة أن الذي كلم أبا بكر منهم رجل من بنى سحيم ، فقال : يا خليفة رسول الله ، كان رجلا مشئوما أصابته فتنة من حديث النفس ، وأمانى الشيطان ، دعا إليها أقواما مثله فأجابوه فلم يبارك الله له ولا لقومه.
قال أسلم فى حديثه : ثم أقبل يعنى أبا بكر ، على مجاعة ، فقال : يا مجاعة ، أنت خرجت طليعة لمسيلمة حتى أخذك خالد أخذا؟ فقال : يا خليفة رسول الله ، والله ما