فعلت ، خرجت فى طلب رجل من بنى نمير قد أصاب فينا دما ، فهجمت علينا خيل خالد ، ولقد كنت قدمت على رسول الله ، فلما ذكر رسول الله ، قال أبو بكر : قل صلىاللهعليهوسلم ، فقال : صلىاللهعليهوسلم ، ثم رجعت إلى قومى ، فو الله ما زلت معتزلا أمر مسيلمة حتى كان أوان قدمت عليك مقدمى هذا ، ثم لم آل لخالد فيما استشارنى إلى اليوم ، وقد جئناك لترضى عمن أساء ، وتقبل ممن تاب ، فإن القوم قد رجعوا وتابوا ، فقال أبو بكر : أما أنى قد كتبت إلى خالد كتابا فى أثر كتاب آمره أن لا يستبقى من بنى حنيفة أحدا مرت عليه الموسى قال مجاعة : الذي صنع الله لك ولخالد خير ، يفىء الله بهم إلى الإسلام ، قال أبو بكر : أرجو أن يكون ما صنع خالد خيرا ، يا مجاعة أنى خدعتم بمسيلمة؟ قال : يا خليفة رسول الله ، لا تدخلنى فى القوم ، فإن الله يقول : (لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى) [فاطر : ١٨] ، قال أبو بكر رضياللهعنه : فما كان يقول لقومه؟ قال : فكره مجاعة أن يخبره فقال أبو بكر : عزمت عليك لتخبرنى.
وفى غير هذا الحديث أن الرجل السحيمى الذي تقدم ذكره قبل أخبره بأنه كان يقول : يا ضفدع بنت ضفدعين ، لحسن ما تنقنقين ، لا الشارب تمنعين ، ولا الماء تكدرين ، امكثى فى الأرض حتى يأتيك الخفاش بالخبر اليقين ، لنا نصف الأرض ولقريش نصفها ، ولكن قريش قوم لا يعدلون. فاسترجع أبو بكر ، ثم قال : سبحان الله ، ويحكم ، أى كلام هذا ، إن هذا الكلام ما خرج من إل ولا بر ، فأين ذهب بكم؟ الحمد لله الذي قتله ، قالوا : يا خليفة رسول الله ، قد أردنا الرجوع إلى بلادنا ، قال : ارجعوا ، وكتب لهم كتابا آمنهم فيه.
وفى كتاب يعقوب الزهرى : أن وفد بنى حنيفة لما قدموا ، نادى أبو بكر أن لا يؤويهم أحد ، ولا يبايعهم ، ولا ينزلهم ، ولا يكلمهم ، فداروا فى المدينة لا يكلمون ولا يبايعون ، فضاقت عليهم ، فقيل لهم : ائتوا عمر ، فجاءوه ، فوجدوه معتقلا عنزا يحلبها على رغيف ، فلما رآهم ، حلب ، فاشتد حلبه حتى دار الرغيف فى القدح من شدة حلبه ، ثم وضعه ، فدعاهم فأكلوا معه ، ومعه صبية صغيرة ، فقالوا : إنا نعوذ بالله أن يرد علينا من إسلامنا ما يقبل من غيرنا ، وإنا نشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، الذي لا إله إلا هو ، الذي يعلم من السر ما يعلم من العلانية ، قال : الله ، إن ما تقولون بألسنتكم لحق من قلوبكم ، قالوا : الذي لا إله إلا هو إن ما نقول بألسنتنا لحق من قلوبنا ، قال : الحمد لله الذي جعل لنا من الإسلام ما يعزنا ويردنا إليه. قال : أفيكم قاتل زيد بن الخطاب؟ قلنا : ما تريد بذلك؟ قال : أفيكم قاتل زيد؟ فقام أبو مريم ، فقال : أنا قاتل زيد ،