المشركين ، فقال له أبو بكر : لا ، بل تجاهدون الكافرين ، وتواسون المسلمين ، فبعثه ، فسار حتى قدم على أبى عبيدة.
ثم قدم على أبى بكر رضياللهعنه ، معن بن يزيد بن الأخنس السلمى فى رجال من بنى سليم ، نحو من مائة ، فقال أبو بكر : لو كان هؤلاء أكثر مما هم لأمضيناهم ، فقال له عمر : والله لو كانوا عشرة لرأيت لك أن تمد بهم إخوانهم ، أى والله ، وأرى أن تمدهم بالرجال الواحد إذا كان ذا جزاء وغناء.
فقال حبيب بن مسلمة الفهرى : عندى نحو من عدتهم رجال من أبناء القبائل ذوو رغبة فى الجهاد ، فأخرجنا وهؤلاء جميعا يا خليفة رسول الله ، ثم ابعثنا. فقال له : أما الآن فاخرج بهم جميعا حتى تقدم بهم على إخوانهم.
فخرج فعسكر معهم ، ثم جمع أصحابه إليهم ، ثم مضى بهم حتى قدم على يزيد بن أبى سفيان.
قال : واجتمعت رجال من كعب وأسلم وغفار ومزينة نحو من مائتين ، فأتوا أبا بكر رضياللهعنه ، فقالوا : ابعث علينا رجلا ، وسرحنا إلى إخواننا ، فبعث عليهم الضحاك بن قيس ، فسار حتى أتى يزيد ، فنزل معه.
وعن سعيد بن يزيد بن عمرو بن نفيل قال : لما رأى أهل مدائن الشام أن العرب قد جاشت عليهم من كل وجه ، وكثرة جموعهم ، بعثوا الرسل إلى ملكهم يعلمونه ذلك ويسألونه المدد ، فكتب إليهم : إنى قد عجبت لكم حين تستمدوننى وحين تكثرون علىّ عدة من جاءكم ، وأنا أعلم بكم وبمن جاءكم منهم ، ولأهل مدينة واحدة من مدائنكم أكثر ممن جاءكم منهم أضعافا ، فالقوهم فقاتلوهم ولا تحسبوا أنى كتبت إليكم بهذا وأنا لا أريد أن أمدكم ، لأبعثن إليكم من الجنود ما تضيق به الأرض الفضاء.
وكانت مدائن أهل الشام من الروم قد أرسلوا إلى كل من كان على دينهم من العرب فأطمعهم أكثرهم فى النصر ، ومنهم من حمى للعرب ، فكان ظهور العرب أحب إليه ، وذلك من لم يكن فى دينه راسخا منهم ، وبلغ خبرهم وتراسلهم أبا عبيدة بن الجراح ، فكتب إلى أبى بكر رضياللهعنهما : بسم الله الرحمن الرحيم ، أما بعد ، فالحمد لله الذي أعزنا بالإسلام ، وكرمنا بالإيمان ، وهدانا لما اختلف فيه المختلفون من الحق بإذنه ، إنه يهدى من يشاء إلى صراط مستقيم ، وإن عيونى من أنباط الشام نبئونى أن أول أمداد ملك الروم قد وقعوا إليه ، وأن أهل مدائن الشام بعثوا رسلهم إليه يستمدونه ، وأنه كتب