إياها من صدقات سعد وعذرة وما كان معها قبل ذهابه إلى عمان ، فخرج إلى عمان من عند رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وهو على عدة من عمله إذا هو رجع ، فأنجز له ذلك أبو بكر ، ثم كتب إليه أبو بكر عند اهتياجه للشام : إنى كنت قد رددتك على العمل الذي كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ولاكه مرة وسماه لك أخرى إذ بعثك إلى عمان إنجازا لموعد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقد وليته ثم وليته ، وقد أحببت أبا عبد الله أن أفرغك لما هو خير لك فى حياتك ومعادك منه ، إلا أن يكون الذي أنت فيه أحب إليك. فكتب إليه عمرو : إنى سهم من سهام الإسلام ، وأنت بعد الله الرامى بها ، والجامع لها ، فانظر أسرها وأحسنها وأفضلها فارم به شيئا إن جاءك من ناحية من النواحى (١).
وكتب أبو بكر رضياللهعنه ، إلى الوليد بن عقبة بنحو ذلك ، فأجابه بإيثار الجهاد.
وعن أبى أمامة الباهلى (٢) ، قال : كنت ممن سرح أبو بكر رضياللهعنه ، مع أبى عبيدة ، وأوصانى به وأوصاه بى ، فكانت أول وقعة بالشام يوم العربة ، ثم يوم الداثنة ، وليسا من الأيام العظام ، خرج ستة قواد من الروم مع كل قائد خمسمائة ، فكانوا ثلاثة آلاف ، فأقبلوا حتى انتهوا إلى العربة ، فبعث يزيد بن أبى سفيان إلى أبى عبيدة يعلمه ، فبعثنى إليه فى خمسمائة ، فلما أتيته بعث معى رجلا فى خمسمائة ، فلما رأيناهم يعنى الروم وقوادهم أولئك ، حملنا عليهم فهزمناهم وقتلنا قائدا من قوادهم ، ثم مضوا واتبعناهم ، فجمعوا لنا بالداثنة ، فسرنا إليهم ، فقدمنى يزيد وصاحبى فى عدتنا ، فهزمناهم ، فعند ذلك فزعوا واجتمعوا وأمدهم ملكهم.
وذكر ابن إسحاق عن صالح بن كيسان أن عمرو بن العاص خرج حتى نزل بعمر العربات ، ونزلت الروم بثنية جلق بأعلى فلسطين فى سبعين ألفا عليهم تذارق أخو هرقل لأبيه وأمه ، فكتب عمرو إلى أبى بكر يستمده ، وخرج خالد بن سعيد بن العاص وهو بمرج الصفر من أرض الشام فى يوم مطير يستمطر فيه فتعادى عليه أعلاج الروم فقتلوه ، وقيل أتاهم أذريجا فى أربعة آلاف وهم غازون فاستشهد خالد بن سعيد وعدة من المسلمين.
قال أبو جعفر الطبرى (٣) : قيل إن المقتول فى هذه الغزوة ابن لخالد بن سعيد ، وأن خالدا انحاز حين قتل ابنه.
__________________
(١) انظر : تاريخ الطبرى (٣ / ٣٨٩).
(٢) اسمه : صدى بن عجلان. انظر ترجمته فى : الاستيعاب الترجمة رقم (٢٨٨٢) ، الإصابة الترجمة رقم (٩٥٤٦) ، أسد الغابة الترجمة رقم (٥٦٩٥).
(٣) انظر : تاريخ الطبرى (٣ / ٣٩١).