خالد فى ألفين من القبائل التي حول المدينة ، من مزينة ، وجهينة ، وأسلم ، وغفار ، وضمرة ، وأناس من غوث طيئ ، ونبذ من عبد القيس.
ولما قفل من قفل ، وجه المثنى بن حارثة الشيبانى ، ومذعور بن عدى العجلى ، وحرملة ابن مريطة ، وسلمى بن القين الحنظليين وهما من المهاجرين ، والمثنى ومذعور ممن وفد على النبيّ صلىاللهعليهوسلم فقدموا على أبى بكر ، رحمهالله ، فقال له حرملة وسلمى : إنا معاشر بنى تميم وبكر بن وائل قد دربنا بقتال فارس ، وأشجيناهم حتى اتخذوا الخنادق ، وغبقوا المياه ، واتخذوا المسالح فى القصور المشيدة وتحصنوا بها ، فأذن لنا فى حربهم ، فأذن لهما فولاهما على من تابعهما ، واستعملهما على ما غلبا عليه ، وكانا أول من قدم أرض فارس لقتال أهل فارس ، وكانا من المهاجرين ومن صالحى الصحابة ، فنزلا أطد (١) ونعمان والجعرانة فى أربعة آلاف من تميم والرباب ، وكان بإزائهما النوشجان والفيرمان بالوركاء (٢) فزحفوا إليهما فغلبوهما على الوركاء ، وغلبا على هرمزجرد إلى فرات بادقلى (٣).
وذكر سيف من طريق آخر أن المثنى ومذعورا لما قدما على أبى بكر استأذناه فى غزو أهل فارس وقالا : إنا وإخواننا من بنى تميم قد دربنا بقتالهم ، وأخذنا النصف من أحد وثنى كل موسم ، فأذن لهما ، وولاهما على من تابعهما ، واستعملهما على ما غلبا عليه ، فجمعا جموعهما ثم سارا بهم حتى قدما بلاد فارس ، وكانا أول من قدمها لقتالهم هما وحرملة وسلمى ، وقدم المثنى ومذعور فى أربعة آلاف من بكر بن وائل وعنزة وضبيعة ، فنزل أحدهما بخفان (٤) ، ونزل الآخر بالمهارق ، وعلى فرج الفرس مما يليهما شهربراز بن بندا ، فنفياه وغلبا على فرات بادقلى إلى السيلحين (٥) واتصل ما غلبا عليه وما غلب عليه سلمى وحرملة ، وفى ذلك يقول مذعور بن عدى :
غلبنا على خفان بندا وشيحة |
|
إلى النخلات السحق فوق المهارق |
وإنا لنرجو أن تجول خيولنا |
|
بشاطى الفرات بالسيوف البوارق |
وقال المثنى فى ذلك :
__________________
(١) أطد : أرض قرب الكوفة من جهة البر. انظر : معجم البلدان (١ / ٢١٦).
(٢) انظر : معجم البلدان (٥ / ٣٧٢ ، ٣٧٣).
(٣) الخبر عن سيف بن عمر فى معجم البلدان (٥ / ٣٧٢ ، ٣٧٣).
(٤) خفان : موضع قرب الكوفة. انظر : معجم البلدان (٢ / ٣٧٩).
(٥) موضع بين الكوفة والقادسية. انظر : معجم البلدان (٣ / ٢٩٨ ، ٢٩٩).