ابن ربيعة ، ويشكر بن ربيعة ، يشكر بن بكر بن مطر بن عامر الشيبانى ، وعلى قضاعة الحارث بن مرة الجهنى ، وعلى اليمن مالك بن مرة الرهاوى ، وابن زيد الخيل بن مهلهل ، وهؤلاء تحت أيدى أولئك الثلاثة.
واستعمل على المقدمات : المثنى بن حارثة ، وعلى المجنبات : عدى بن حاتم وعاصم ابن عمرو أخا القعقاع ، وعلى الساقة : بسر بن أبى رهم الجهنى صاحب جبانة بسر ، واستخلف على اليمامة وهوافى قيس وتميم سبرة بن عمرو العنزى ، وكل من أمر له صحبة وقدمة. وخرج قاصدا الهرمز والأبلة.
وقال المغيرة بن عتبة قاضى الكوفة : فرق خالد مخرجه من اليمامة جنده ثلاث فرق ، ولم يحملهم على طريقة واحدة ، فسرح المثنى قبله بيومين ودليله ظفر ، وسرح عديا وعاصما ودليلاهما مالك بن عباد وسالم بن نصر ، أحدهما قبل صاحبه بيوم ، وخرج خالد ودليله رافع ، فواعدهم جميعا الحفير ليجتمعوا فيه وليصادموا به عدوهم.
وكان فرج الهند أعظم فروج فارس شأنا وأشده شوكة ، وكان صاحبه يحارب العرب فى البر والهند فى البحر.
وعن الشعبى قال : كتب خالد إلى هرمز قبل خروجه ، وهرمز صاحب الثغر يومئذ : أما بعد ، أسلم تسلم ، أو اعقد لنفسك وقومك الذمة وأقر بالجزية ، وإلا فلا تلومن إلا نفسك ، فقد جئتك بقوم يحبون الموت كما تحبون الحياة.
ولما قدم كتاب خالد على هرمز كتب بالخبر إلى شيرى بن كسرى ، وإلى أردشير بن شيرى ، وجمع جموعه ثم تعجل إلى الكواظم فى سرعان أصحابه ليتلقى خالدا ، وسبق حلبته فلم يجد طريق خالد ، وبلغه أنهم تواعدوا الحفير ، فاعج يبادر خالدا إليه ، فنزله فعبأ به ، وجعل على مجنبتيه أخوين يلاقيان أردشير وشيرى آل أردشير الأكبر ، يقال لهما : قباذ وأنوشجان ، فاقترنوا فى السلاسل ، فقال من لم ير ذلك لمن رآه : قيدتم أنفسكم لعدوكم ، فلا تفعلوا فإن هذا طائر سوء. فأجابوهم : أما أنتم فتحدثوننا أنكم تريدون الهرب. فلما أتى الخبر خالدا بمنزل هرمز أمال الناس إلى كاظمة ، وبلغ ذلك هرمز ، فبادره إليها فنزلها وهو حسير.
وكان من أسوإ أمراء ذلك الفرج جوارا للعرب ، فكل العرب عليه مغيظ ، وقد كانوا يضربونه مثلا فى الخبث والمكر حتى قالوا : «أخبث من هرمز ، وأمكر من هرمز». وتعبأ هو وأصحابه والماء فى أيديهم.