ذكر أسابيع أيام
أعلم أن القدماء من الفرس وقبط مصر الأول لم يكونوا يستعملون الأسابيع من الأيام فى الشهور ، وأول من استعملها أهل الجانب الغربى ولا سيما أهل الشام من أجل ظهور الأنبياء عليهم السلام وهناك وأخبارهم من الأسبوع الأول وبدوا لعالم وأن الله تعالى خلق السموات والأرض [ق ٢١٤ ب] فى ستة أيام من الأسبوع ثم انتشر ذلك منهم فى سائر الأمم حتى استعملوه العرب العاربة بسبب مجاورتهم لديارهم فإنهم كانوا قبل تحويلهم إلى أرض اليمن ببابل وعندهم أخبار من نوح عليه السلام ، ثم بعث فيهم نبى الله هود ، ثم صالح ، ثم نزل فيهم إبراهيم الخليل عليه السلام ثم ولده إسماعيل فتعرف إسماعيل وكانت القبط فى الأول تستعمل أسماء الأيام الثلاثين من كل شهر فيحلوا لكل يوم منها أسماء كما هى فى تاريخ الفرس وما زالت القطب علي هذا إلى أن ملك مصر أغسطس بن يوجس فأراد أن يحملهم على كبس السنين ليوافقوا الروم فيها فوجدوا الباقى حينئذ إلى تمام السنة الكبيسة الكبرى خمس سنين فاشطر حتى مضى من ملكه خمس سنين ، ثم حملهم على كبس الشهور فى كل أربع سنين بيوم ، كما تفعل الروم فترك القبط من حينئذ استعمال أسماء الأيام الثلاثين لاحتياجهم فى يوم الكبس إلى اسم يخصه وانقرض من بعد ذلك [ق ٢١٥ أ] أسماء الأيام الثلاثين من أهل مصر والعارفين بها ولم يبق لها ذكر يعرف فى العالم ، بل دثرت كما دثر غيرها من أسماء شهور القبط في الزمن القديم توت ياونى اثور شواقه طوبى ماكير فامينوت ترمونى ناخون باوبى اقيقى أبيقا وكل شهر منها ثلاثون يوما ولكل يوم اسم يخصه ، ثم أخذت بعض القبط بعد استعمالهم الكبس الأسماء التى هى اليوم متداولة بين الناس بمصر وهو توت بابة هاتور كيهك أمشير برمهات برمودة بشنس ناونه أبيب مسرى ، ومن الناس من يسمى الخمسة أيام الزائدة أيام النسبى ، ومن الناس من تسميها أبو غمنا ومعنى ذلك الشهر الصغير والقبط تزعم أن شهورهم هى شهور سنين نوح وشيث وآدم عليهم السلام ، وهى من مبتدأ العالم وأنها لم تزل على ذلك إلى أن خرج موسى بن عمران ببنى إسرائيل من مصر فعلموا أول سنتهم خامس عشر [ق ٢١٥ ب] نيسان.