ذكر مدينة قفط
أعلم أن هذه المدينة عرفت بقفطريم بن قنطيم بن مصرايم بن بيصر بن حام بن نوح عليه السلام ، وكانت فى الدهر الأول من أجل المدائن الكبار.
وقد خربت من الأربعمائة من سنين الهجرة وآخر ما كان بها قباب بأعالى دورها تكون إشارة لمن يملك من أهلها عشرة آلاف دينار فيجعل على داره فى أعلاها قبة وكلن بها معدن الزمرد فى مكان يقال له الخربة على مسيرة ثمانية أيام منها ، وهذا المعدن فى مغايرة [ق ٢٠٣] طويلة فى جبل عالي يسمي قرشندة وهو علي ثلاثة أنواع طلق كافورى وطلق فضي والثالث يقال له حجر جزوي ويضرب فى هذه الحجارة حتى يخرج الزمرد وأعلاها الذبانى وهو لا يخرج إلا فى النادر وإذا استخرج القى فى الزيت الحار ثم يحط فى قطن ويلف فى خرق خام ، وهذا المعدن إذا نظرت إليه الأفعى تسيل عينها وكانوا يفتشوا الفعلة عند خروجهم من المغارة حتى في دبرهم خوفا على هذا المعدن ولم يزل على ذلك حتى بطل فى سنة سبع وستين وسبعمائة.
ذكر مدينة دندرة
وهى من مدن الصعيد الأعلى ، وكان بها بربا عظيمة فيها مائة وثمانون كوة تدخل الشمس فى كل يوم من كوة منها حتى تأتى على آخرها ، ثم تكرر راجعة إلى حيث بدأت وكان بها شجرة تعرف بشجرة العباس قدر السنطة مستديرة الأوراق إذا قال لها الإنسان يا شجرة العباس جاءك الفأس فتجمع أوراقها وتذبل لوقتها فإذا قالوا لها قد عفينا عنكى [ق ٢٠٤ أ] تراجعت كما كانت فى الأول.