ذكر ديوان الجيوش والعساكر
أعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بكتابة عساكره ، فكتبوا فى عصره صلى الله عليه وسلم ، ثم كان أبو بكر رضى الله عنه يعطى الناس فى خلافته الأعطيات ، فلما استخلف عمر بن الخطاب رضي الله عنه وضع الديوان وفرض الأعطيات ، ورتب الناس فى الديوان على قدر منازلهم وقدر أعطياتهم بعد ما كانوا فى زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم يكتبون فى أوقات دون أوقات ، واقتدى من بعده خليفته أبى بكر رضى الله عنه بذلك بما كان يعمل فى زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما كانت خلافة عمر بن الخطاب وكثرت المسلمين وجبت الأموال تأكدت الحاجة إلى ضبطهم فوضع الديوان وفرضه الأعطية ، فكذلك اتفق أهل السير على أن أول من وضع الديوان فى الإسلام عمر بن الخطاب رضى الله عنه وذلك فى المحرم سنة هشرين من الهجرة.
ذكر جيوش مصر
فى الزمن الأول فى الإسلام
قيل لما ولى أحمد بن طولون مصر استكثر من المماليك فبلغت [ق ١١٠ ب] عدتهم أربعة وعشرون ألف غلام تركى وأربعين ألف عبد أسود وسبعة آلاف حر. ثم لما ولى ابنه الأمير أبو الجيوش بعده استكثر من شناترة حوف مصر ، فلما كانت إمارة الأمير أبى بكر بن محمد بن طعج الأخشيدى على مصر بلغت عدة عساكر بمصر والشام أربعمائة ألف ، تشتمل على عدة طوائف ثم لما ولى أبو المسك كافور الأخشيدى استجد عدة من العبيد السودان بمصر ثم لما غلب الإمام المعز لدين الله أبو تميم معد الفاطمى على مصر صارت عساكرها ما بين كنانه وزويلة ونحوها من طوائف البربر وفيهم الروم والصقالبة وهم فى العدد ما يحصوا لكثرتهم