وله أيضا فى المعنى :
أمرتنى بركوب البحر مجتهدا |
|
وقد عصيتك فاختر غير ذا الرأي |
ولا أنت نوح فتحيينى سفينته |
|
ولا المسيح أنا أمشى على الماء |
ذكر ما قيل
في ماء النيل من مدح وذم
على سبيل الاختصار
قال الرئيس أبو على بن سينا (١) رحمه الله أن قوما يفرطون فى مدح النيل أفراطا شديدا ويمعون محامده فى أربعة بعد منبعه وطيب مسلكه وعمورته وأخذه [ق ٨٣ أ] إلى الشمال على الجنوب.
أعلم أن أفضل المياه مياه العيون ولا كل العيون ، ولكن ماء عيون الحرة الأرض ، التى لا يغلب على تربتها شىء من الأحوال والكيفيات الردية ، أو تكون حجرية فيكون أولى بأن لا تعفن عفونة الأرضية ، لكن التى هى من طينة حرة خير من الحجرية ، ولا كل عين حرة ، بل التى هى مع ذلك جارية ولا كل جارية ، بل الجارية المكشوفة للشمس والرياح ، وأن هذا مما تكسب به الجارية فضيلة ، وأما الراكدة فربما اكتسبت بالكشف رداءه ولا تكسبها بالتستر.
وأعلم أن المياه التى تكون طينية السيل خير من التى تجرى على الحجارة ، فإن الطين ينقى الماء ويأخذ منه الممزوجات الردية والحجارة لا يفعل ذلك.
__________________
(١) هو الحسين بن عبد الله بن سينا أبو على شرف الملك الفيلسوف الرئيس صاحب التصانيف فى الطب والمنطق والطبيعيات والإلهيات ، أصله من بلخ ، ومولده فى إحدى قرى بخارى سنة ٣٧٠ ه / ٩٨٠ م ، نشأ وتعلم فى بخارى وطاف البلاد وناظر العلماء ، مات سنة ٤٢٨ ، ومات سنة ١٠٣٧ م ، من تصانيفه المعاد والشفاء وأسرار الحكمة والسياسة وأسرار الحكمة المشرقية وغيرهم.