قال الأسعد بن مماتى فى كتاب قوانين الدواوين : خليج الإسكندرية عليه نزاع وطوله من فم الخليج ثلاثون ألف قصبة وستمائة قصبة وعرضه من قصبتين ونصف إلى ثلاث قصبات ونصف ومقام الماء فيه بالنسبة إلى النيل فإن كان مقصرا قصرت مدة إقامته فيه ، وأن [ق ٩٨ ب] كان عاليا أقام فيه ما يزيد على شهرين ، ويقال أنه إذا عملت من قباله سح إلى سح زلاقة استقر الماء فيه صيفا وشتاء ، ورويت البحيرة جميعا وزرع عليه القصب والقلقاس والنيلة وجرى مجرى بحر الشرق والمحلة وغيره من البلاد ، ويقال أنه كان يجرى فيه الماء بطول النسبة وكان السمك فيه غاية الكثرة بحيث تصيده الأطفال بالحرق.
خليج الفيوم والمنهي
مما حفره نبى الله يوسف عليه السلام عندما عمر الفيوم وهو مشتق من النيل لا ينقطع جريه أبدا وهو الآن يعرف ببحر يوسف لا ينقطع جريانه بطول السنة فيسقى الفيوم دائما ثم يتحصل فاضل ماءه فى بحيرة هناك ، ومن العجب أنه ينقطع ماءه من فوهبه ، ثم يكون له نهرا لطيفا فى وسطه لا ينقطع جريانه بطول السنة ، يعم الفيوم وقراه ومزارعه وبساتينه دائما.
خليج القاهرة
هذا الخليج بظاهر القاهرة من جانبها الغربى ، فيما بينها وبين المقسم [ق ٩٩ أ] عرف فى أول الإسلام بخليج أمير المؤمنين ، وتسمية العامة اليوم بالخليج الحاكمى وبخليج اللؤلؤة ، وهو خليج قديم أول من حفره طوطيس بن ماليا أحد ملوك مصر الذين سكنوا مدينة منف ، وهو الذى دخل إبراهيم الخليل صلى الله عليه وسلم ، ووهب لإبراهيم هاجر أم ولده إسماعيل إلى مكة بعثت هاجر إلى طوطيس يقول له أنها بمكان مجدب وتطلب منه حنطة فعند ذلك أمر بحفر هذا الخليج وبعث إليها فيه بالسفن تحمل الحنطة وغيرها من الأغلال إلى جده ، فأحيا أرض الحجاز ثم اندرومانوس الذى يعرف بايليا أحد ملوك الروم بعد الإسكندر بن فلبس المجدوبي جدد حفر هذا الخليج ، وسارت فيه السفن وذلك قبل الهجرة بنيف وأربعمائة سنة ، ثم أن عمرو ابن العاص رضى الله عنه جدد حفره لما فتح مصر وأقام فى حفره ستة أشهر ودخلت السفن فسمى خليج أمير المؤمنين يعنى عمر بن الخطاب [ق ٩٩ ب] فإنه هو الذى أشار بحفره ولم يزل يجرى فيه السفن من فسطاط مصر إلى مدينة القلزم التى كانت على شاطىء البحر الشرقى حيث الموضع الذى يعرف اليوم بالسويس ، وكان يصب ماء النيل فى البحر عند مدينة