عمود النيل من قبالة تلك الشعبة شرقى مدينة شيمى متشاملا أخذا على أطراف بلاد الحبشة ، ثم يشامل علي بلاد السودان إلي [مدينة](١) دنقلة حتى يرمى على الجنادل إلي أسوان ، وبنحدر وهو يشق بلاد الصعيد إلي مدينة فسطاط مصر ، ويمر حتي يصب في البحر الشامى.
وقد استفيض ببلاد السودان أن النيل في أصله ينحدر من جبال سوديين على بعد كأن عليها الغمام ثم يتفرق نهرين يصب أحدهما في البحر المحيط إلي جهة بحر الظلمة الجنوبي ، الآخر يصل إلي مصر حتي يصب في البحر الشامى ويقال أنه في الخبوب يتفرق سبعة أنهار تدخل فى صحراء منقطعة ثم ، تجتمع الأنهار السبعة ويخرج من تلك [ق ٦٨ أ] الصحراء نهرا واحدا في بلاد السودان.
ذكر مقاييس النيل وزيادته
قال ابن عبد الحكيم : أول من قاس بمصر يوسف عليه السلام. وضع مقياسا بمنف ، ثم وضعت العجوز دلوكة أبنة زباء ـ وهى صاحبة حائط العجوز مقياسا بأنصنا وهو صغير الذرع [«ووضع عبد العزيز بن مروان مقياسا بحلوان وهو صغير»](٢) ، ووضع أسامة بن زيد التنوخي في خلافة الوليد مقياسا بالجزيرة وهو أكبرها.
قال يحيي بن بكير : أدركت القياس يقيس في مقياس منف ويدخل بزيادته إلي الفسطاط وقال القضاعي : كان أول من قاس النيل بمصر يوسف النبي عليه السلام وهو مقياس بمنف ، وهو أول مقياس وضعه عليه السلام. وقيل أن النيل يقاس بمصر بأرض علوة كداء إلى أن بني مقياس منف ، وأن القبط كانت تقيس عليه إلي أن بطل.
ومن بعده دلوكة العجوز بنت مقياسا [ق ٦٨ ب] بأنصنا ، وهو صغير الذراع ومقياسا آخر بأخميم وهى التي بنت الحائط المحيط بمصر.
__________________
(١) وردت في الأصل بلاد.
(٢) سقطت هذه العبارة من الناسخ ، والإضافة من المقريزى فى الخطط.