وقال بطليموس : إذا أردت أن تعلم مقدار مد النيل فى الزيادة والنقصان ، فانظر حين تحل الشمس برج السرطان إلى الزهرة وعطارد والقمر ، فإن كانت أحوالها جيدة وهي برية من النحوس ، فالنيل بمد ويبلغ الحاجة به ، وإن كانت أحوالها بخلاف ذلك وهى ضعيفة فانكسر القول ، فإن ضعف بعضها وصلح البعض توسط الحال فى النيل ، والضابط [ق ٩٢ أ] أن قوة الثلاثة تدل على تمام النيل ، وضعفها علي توسطه وإنتخاسها أو احتراقها أو وقوعها فى بعدها إلا بعد من الأرض ، دل على النقص وأنه قليل جدا ، إلا أن احتراق الزهرة فى برج الأسد يستنزل الماء من الجنوب.
وقالت القبط : ينظر أول يوم من شهر برمودة ، ما الذى يوافقه من أيام الشهر العربى ، فما كان من الأيام فزد عليه خمسة وثمانين يوما ، فما بلغ حد سدسه فإنه يكون عدد مبلغ النيل فى تلك السنة من الأذرع.
قالوا : ومن المعتبر أيضا فى أمر النيل أن ينظر فى اليوم الذى يفطر فيه النصارى اليعاقبة بمصر ما بقى من الشهر العربى ، فرد عليه أربعا وثلاثين فما بلغ أسقطه أثنى عشر فهو زيادة النيل من الأذرع فى تلك السنة مع الأثنى عشر وأن بقى أثنا عشر فهى سنة ديئة وقالوا : إذا كان العاشر من الشهر العربى موافقا لشهر أبيب والقمر فى برج العقرب فإنه كان مقارنا لقلب العقرب كان النيل مقصرا وإلا فهو جيد.
ذكر عيد الشهيد
وما كان يعمل بمصر
يوم عيد الشهيد
ومن المعتبر فى ذلك الذى جريته الناس وضح أن ينظر [ق ٩٢ ب] أول يوم من مسرى كم مبلغ النيل فزد عليه ثمانية أذرع ، فما بلغ فهو زيادة النيل فى تلك السنة. وما يزعم نصارى الوجه القبلى إنه مجرب فى أمر النيل ، أن يؤخذ قبل عيد ميكائيل بيوم فى وقت الظهر من الطين ، الذى مر عليه ماء النيل قطعة زنتها ستة عشر درهما ، سواء وترفع فى إناء مغطى إلى بكرة يوم عيد ميكائيل ، وتوزن فما زاد عليه وإنها من الخراريب ، لكل خروبة ذراع ، ومع ذلك