ذكر أعياد النصارى
من القبط بديار مصر
أعلم أن نصارى مصر من القبط الآن التي هى مشهورة بديار مصر أعيادهم أربعة عشر عيدا فى كل سنة من سيهم القبطية منها سبعة أعياد يسمونها أعيادا كبارا وسبعة يسمونها أعيادا صغارا.
فالأعياد الكبار : وهم عيد البشارة وعيد الزيتونة وعيد الفسح وعيد الأربعين وعيد الخميس وعيد الميلاد وعيد الغطاس.
والأعياد الصغار : وهم عيد الختان وعيد الأربعين الصغير وعيد خميس العهد وسبت النور وحد الحدود والبجلى وعيد الصليب ، ولهم موسم آخر ليس هو عندهم من الأعياد الشرعية لكنه من المواسم المعتادة وهو يوم النوروز.
فأما عيد البشارة ، هذا العيد عند النصارى أصله بشارة جبريل عليه السلام لمريم بميلاد المسيح عليه السلام وهم يسمون جبريل غبريال ويقولون على المسيح ياشوع ، وربما قالوا السيد يشوع وهذا [ق ٢١٦ أخ العيد بعمله نصارى مصر فى اليوم التاسع والعشرين من شهر برمهات ، وعيد الزيتونة ويعرف عندهم بعيد السعانين ومعناه التسبيح ويكون فى سابع حد فى صومهم وسنتهم فى عيد السعانين أن يخرجوا بسعف النخيل من الكنيسة ويزعمون أنه يوم ركوب المسيح الحمار فى بيت المقدس ودخوله إلى صهيون وهو راكب والناس بين يديه يسبحون ، وعيد الفسح هذا العيد عندهم هو العيد الكبير ويزعمون أن المسيح عليه السلام لما تمالى اليهود عليه واجتمعوا على تضليله وقتله فقضوا عليه وأحضروه إلى الخشبة ليصلبه عليها فصلب على الخشبة لصان ، وعندنا وهو الحق أن الله رفعه إليه كما قال (وَما قَتَلُوهُ وَما صَلَبُوهُ وَلكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ)(١) وكان الذى صلب على الخشبة مع اللصين غير المسيح وقد ألقى الله تعالى شبه المسيح على ذلك الشخص فعند ذلك غشى الأرض ظلمة ، وكانت السادسة من النهار وأقامت إلى [٢١٦ ب] الساعة التاسعة وكان ذلك يوم الجمعة خامس عشر شهر نيسان من أشهر العبرانيين وتاسع عشرين من شهر برمهات ودفن الشبه فى آخر النهار بقبر وأطبق عليه بحجر عظيم وختم عليه وأقاموا عليها الحرس باكر يوم السبت كيلا يسرق ، فزعموا أن المقبورا
__________________
(١) ١٥٧ م النساء : ٤.