ذكر ما قيل فى الفيوم
وخلجانه وضياعه
قال ابن رضوان : الفيوم يخزن فيها ماء النيل وتزرع عليه مرات فى السنة وأكثر ما يحبس فى البحيرة التى بين سفط ونهيا وصاعدا إلى ما يلى الفيوم.
قال القاضى أبى عمر وعثمان بن يوسف القرشى فى كتاب المنهاج فى علم الخراج : وهذه المدينة من أحسن الأشياء تدبيرا وأوسعها أرضا وأجودها زرعا وإنما غلب على بعضها الخراب لخلوها من أهلها ولاستيلاء الرمل على كثير من أرضها ، وقد أوردت من حال الخلجان الأمهات الذى بمدينة الفيوم وما لها من الضياع ورسمها من كل مكان وتحريرها ونبتدى بذكر البحر الذى منه هذا الخليج الأعظم وهو البحر الصغير المعروف بالمنهى وفوهة هذا البحر من عند الجبل المعروف بكرسى الساحر من أعمال الأشمونين [ق ٢١١] ومنه شرب بعض الضياع الأشمونية والقيسية والأهناسية وعلى جانبيه ضياع كثيرة شربها منه.
ذكر الحجر اليوسفى
وهذا الحجر اليوسفى جدار مبنى بالطوب والجير والزيت بناه يوسف عليه السلام من جهة الشمال إلى جهة الجنوب ويتصل من نهايته من الجنوب بجدار بناؤه مثل بنائه على استقامة من الغرب إلي الشرق وطوله مائتا ذراع بذراع العمل ويتصل بهذا الجدار على طوله ثمانين ذراعا منه من جهة الغرب نهاية الجدار الأعظم من الجنوب ، وفائدة بناء هذا الجدار الأعظم رد الماء إذا انتهى إلى حدود أثنى عشر ذراعا إلى مدينة الفيوم ، وكان بها قديما عشرة قناطر وعليها أبواب من حديد.
وأما خليج الأواسى فإنه ينتهى إلى الضيعة المعروفة ببياض فيملأ بركتها وينتهى إلى الضيعة المعروفة بالأوسية الكبرى فمنه شربها وشرب بساتينها ، وكان على هذا الحد طاحون تدور بالماء [ق ٢٢١ ب] وعلى هذا الخليج عدة ضياع تسرب منه.