[ق ٢١٨ أ]
ثم جاءوا بشىء أعجب من ذا |
|
حيث قالوا بأنهم صلبوه |
ليت شعرى وليتنى كنت أدرى |
|
ساعة الصلب ابن كان أبوه |
حين خلا ابنه رهين الأعادى |
|
أتراهم أرضوه أم أغضبوه |
فلين كان راضيا باذاهم |
|
فاحمدوهم لأنهم عذبوه |
ولين كان ساخطا فاتركوه |
|
وأعبدوهم لأنهم غلبوه |
ذكر ما قاله العلماء
قال بعض العلماء : فلم تستطع علماء النصرانية أن يجيبوا عن ذلك بجواب واحد ، وقد كان فى الميلاد بالقاهرة ومصر وسائر إقليم مصر يعمل موسما جليلا يباع فيه من الشموع المزهرة بالأصابع المليحة والتماثيل البديعة بأموال لا تنحصر فلا يبقى أحد من الناس أعلاهم وأدناهم حتي يشترى من ذلك الشمع ، وكانوا يسمونها الفوانيس وتتباهون فى أثمانها حتى قيل أن شمعة عملت لبعض القبط بمصر فكان مصروفها ما ينوف على سبعين دينارا. فلما أجبلت أمور مصر فكانت من جملة ما بطل عمل الفوانيس فى الميلاد. وعيد الغطاس يعمل فى الحادى عشر من طوبة ، وأصله عند النصارى أن يحيى بن زكريا [ق ٢١٨ ب] عليه السلام المعروف عندهم بيوحنا المعمدان عمد المسيح أى غسله فى بحيرة الأردن وعند ما خرج المسيح من الماء اتصل به روح القدس فصاروا النصارى لذلك ينغمسون هم وأولادهم فى الماء فى هذا اليوم وينزلون فيه بأجمعهم ولا يكون ذلك إلا فى شدة البرد ويسمونه يوم الغطاس وكان له بمصر عيد عظيم إلى الغاية.
قال المسعودى : وكان لليلة الغطاس بمصر شأن عظيم عند القبط وهى ليلة الحادى عشر من طوبة. قال المسعودى : ولقد حضرت سنة ثلاثين وثلاثمائة ليلة الغطاس بمصر فى أيام الأخشيد محمد بن طغج أمير مصر فى داره المعروفة بالمختار فى الجزيرة الراكبة على النيل ، والنيل يطوف بها وقد أمرت أن يسرح جانب الجزيرة جانب الفسطاط فأسرج ألف مشغل