ذكر الإقطاعات
قال هشام بن عروة (١) عن أبيه أقطع رسول الله صلى الله عليه وسلم الزبير أرضا فيها نحلا من أموال بنى النضيرة يقال لها الجرف.
وقال سفيان بن عينية عن عمرو بن دينار (٢) قال لما قدم النبى صلى الله عليه وسلم إلى المدينة أقطع أبا بكر واقطع عمر بن الخطاب رضى الله عنهما.
وعن أبى رافع (٣) قال أعطى النبى صلى الله عليه وسلم قوما أرضا فعجزوا عن عمارتها فباعوها فى زمن عمر بن الخطاب بثمانية آلاف درهم فوضعوا أموالهم عند على بن أبى طالب رضى الله عنه فلما أخذوها وجدوها ناقصة ، فقالوا : هذه ناقصة. قال : أحسبوا زكاتها. قال : فحسبوا زكاتها فوجدوه وافيا. فقال لهم : احسبتم إنى أمسك ما لا ولا أعطى زكاته وأما منذ كانت [ق ١١٢ أ] أيام صلاح الدين يوسف إلى يومنا هذا فإن أراضى مصر كلها صارت تقطع للسلطان وأمرأته وأجناده ، وأرض مصر اليوم على سبعة أقسام :
قسم يجرى فى ديوان السلطان ، وهذا القسم على ثلاثة أقسام منه ما يجرى فى ديوان الوزراء ، ومنه ما يجرى فى ديوان خاص ، ومنه ما يجرى فى الديوان المفرد ، وقسم من أراضى مصر قد أقطعه للأمراء والأجناد ، وقسم ثالث جعل وقفا على الجوامع والمدارس والخوانك وعلى جهات البر وعلى الذرارى وعتقايهم ، وقسم رابع يقال له الأجناس يجرى فيه أراضى بأيدى قوم يأكلونها.
إما عن مسجد أو بجامع أو فى مقابل عمل ، وقسم خامس قد صار ملك يباع ويشترى ويورث ويوهب لكونه اشترى من بيت المال ، وقسم سادس لا يزرع للعجز عن زراعية فترعاه المواشى أو ينبت الحطب ونحوه ، وقسم سابع لا يشمله ماء النيل فهو فقر ، وهذا القسم منه ما لم يزل كذلك منه عرفت أحوال الخليفة ومنه ، ما كان عامرا فى الدهر الأول ثم خرب.
__________________
(١) هشام بن عروة بن الزبير بن العوام الأسدى المدنى ، روى عن أبيه وعمه عبد الله بن الزبير وطائفة ، وعنه أبو حنيفة ومالك وشعبة والسفيانان والحمادان وخلق ، ثقة مات سنة ١٤٥ ه.
(٢) هو عمرو بن دينار المكى أبو محمد الجمحى أحد الأعلام ، روى عن جابر وأبى هريرة وابن عمر ، وعنه شعبة وابن عيينة وأيوب وحماد بن زيد وأبو حنيفة ، مات سنة ١٢٥ ه.
(٣) هو أبو رافع فضيع المدنى نزيل البصرة مولى ابنه عمر. ثقة.