حتى قيل إنه لم يطأ الأرض بعد جيش الإسكندر بن فلبس المجدوبي أكثر من جيوش المعز ، فلما ولى الخلافة بمصر من بعده ولده العزيز بالله أبو منصور نزار استخدم الديلم والأتراك واحتض بهم.
قال الأسعدى المماتى أن عدة الجيوش بمصر فى أيام زريك بن الصالح فكانت أربعين ألف فارس وثلاثين ألف راحل [ق ١١١ أ] وزاد غيره وقال وعشرة شوانى فيها عشرة آلاف مقاتل وهذا عند انقراض الدولة الفاطمية وذلك كله بعد انقراض العمالقة واليونانيين والقبط والعرب وغيرهم من الأجناس.
ولما زالت الدولة المعزية على يد السلطان الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب أزال جند مصر من العبيد السود والعربان والأرمن وغيرهم ، واستجد عسكرا من الأكراد والأتراك خاصة ، وبلغت عدة عساكر بمصر إلى أثنى عشر ألف فارس لا غير. فلما مات افترقت من بعده ولم يبق بمصر مع ولده الملك العزيز عثمان سوي ثمانية آلاف فارس وخمسمائة فارس ، إلا أن فيهم من له عشرة أتباع وفيهم من له عشرون ، وفيهم من له أكثر من ذلك ، ثم لم يزالوا فى افتراق وإختلاف حتى زالت دولتهم.
ثم دخات دولة الملك المنصور قلاوون فكانت عدة مماليكة ولده محمد بن قلاوون أثنى عشر ألف مملوك إلى أن زالت دولة بنى قلاوون فى شهر رمضان سنة أربع وثمانين وسبعمائة.
ودخلت دولة الملك الظاهر برقوق أخذ فى محو تلك الطوائف [ق ١١١ ب] جميعها وأنشأ لنفسه دولة المماليك الجراكسة فبلغه عدتهم سبعة آلاف. فلما كانت دولة ولده الناصر فرج فاختلفوا عليه فقتل مننهم خلق كثير وعساكر مصر علي قسمين أجناد الحلقة والمماليك السلطانية وأكثرهم كان أجناد الحلقة.