ذلك الطوفان كان وباعم أهلها ومصداق ذلك ما يوجد بلاد تنيس في التلال المنضدة من صغير وكبير وذكر وأنثى كالجبال العظام وهى المعروفة ببلاد تنيس من أرض مصر بذات الكوم وما يوجد ببلاد مصر وصعيدها من الناس المعلسين بعضهم على بعض في الكهوف والغيران والنواويس ومواضع كثيرة من الأرض لا يدرى من أى الأهم هم فلا النصارى تخبرهم أنهم من أسلافهم ولا اليهود يقولون أنهم من أسلافهم ولا المسلمون يدرون من هؤلاء ولا تاريخ ينبىء عن حالهم وعليهم أثوابهم وكثيرا ما يوجد في تلك البرابى والجبال ببلاد مصر بنيان قائم عجيب ببلاد أخميم والبريا الذى ببلاد سمنود وغير ذلك.
ذكر الدفائن والكنوز
التى يسمونها
أهل مصر المطالب
قال الأصل فى جواز تتبع الدفائن ما ورده أبو عمرو بن عبد البر [ق ٤٦ أ] من حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم : لما انصرف من الطائف ، مر بقبر أبي رغال (١) فقال هذا قبر أبي رغال وهو أبو ثقيف ، كان إذا أهلك الله قوم صالح في الحرم فمنعه الله.
فلما خرج من الحرم رماه الله بقارعة وآية وذلك أنه دفن معه عمرو بن ذهب فابتدر المسلمون قبره واستخرجوا العمود منه.
ومن حديث عبد الله بن عمر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول حين خرجنا معه إلى الطائف فمررنا بقبر. فقال هذا قبر أبي رغال ، وكان بهذا الحرم يدفع عنه ، فلما خرج أصابته النقمة التي أصابت قومه بهذا المكان فدفن فيه وآية ذلك أنه دفن معه ، فابتدره الناس فأخرجوا العصا الذى كان معه.
__________________
(١) هو أبو رغال قسي بن منبه بن البنيت بن يقدم من بني إياد صاحب القبر الذى يرجم إلى اليوم بين مكة والطائف وهو جاهلى ، اختلفوا في اسمه ونسبه ومنشأه مات نحو ٥٠ ق. م / ٥٧٥ م.