وغيرها ، فيتعور [ق ٤٤ ب] عيون الإبل من الجيش وإذا كان الجيش من نحو الشام ما فعل بما وصفنا فى تلك الصور التى من تلك الجهة وكذلك من ورد من جيوش الغرب ، ومن ورد فى البحر غير ذلك فمابتهم الملوك والأمم ومنعوا ناحيتهم من عدوهم ، واتصل ملكهم بتدبير هذه العجوز وأثقالها وأتقانها لزم أقطار المملكة وأحكامها. وقد تكلم من سلف وخلف فى [هذه] الخواص ، وأسرار الطبيعة التى كانت ببلاد مصر ، وهذا الخبر من فعل العجوز مستفيض لا يشكون فيه.
والبرابى بمصر من صعيدها وغيره باقية إلى هذا الوقت ، وفيها أنواع الصور مما إذا صورت فى بعض الأشياء أحدثت أفعالا على حسب ما رسمت له وصنعت من أجله على حسب قولهم فى الطبائع التام والله أعلم.
وقيل عن أبى الفيض ذي النون بن إبراهيم المصرى الأخميمى الزاهد ـ وكان حكيما ، وكانت له طريقة يأتيها ، وكان ممن يقر عن أخبار البرابي.
قال : رأيت فى بعض البرابى كتابا تدبرته ، فإذا فيه : يقدر المقدر والقضاء يضحك. ومن آخره كتابه فى ذلك العلم فوجدتها بيت شعر [يقول] [ق ٤٥ أ].
تدبر بالنجوم ولست تدرى |
|
ورب النجم يفعل ما يريد |
قال : وكانت هذه الأمة التى اتخذت هذه البرابى ، لهجة بالنظر في أحكام النجوم المواظبين على معرفة أسرار الطبيعة وكان عندها مما دلت عليه أحكام النجوم أن طوفانا سيكون بالأرض أنه أنار تأتي على الأرض فيحرق ما عليها أو ماء يغرقها أو سيف يبيد أهلها.
فخافوا دثور العلوم وفناؤها بفناء أهلها فأتخذوا هذه البرابي ورسموا فيها علومهم في الصور والتماثيل والكتابة وجعلوا بنيانها نوعين : طينا وحجارة وفرزت ما بني بالطين مما بني بالحجارة. وقالوا : إن كان هذا الطوفان نارا استحجر ما بنينا بالطين وبقيت هذه العلوم ، وإن كان الطوفان الوارد ماء أذهب ما بينها بالطين ويبقي ما بنينا بالحجارة ، وإن كان الطوفان سيفا بقي كل من النوعين مما هو من الطين ، وما هو في الحجر وهذا ما قيل والله أعلم ..
وأن الطوفان الذى كانوا يرتقبونه ويقولون نار هو أم ماء أم سيف فكان سيفا فى جميع أهل مصر من بختنصر لما ملك مصر وسبي من بها [ق ٤٥ ب] وأباد أهلها. ومنهم من رأى أن