[ق ١١٧ ب] إلى ليال من برمهات حتى تخرج العين منها وتقلم الأشجار فى طوبة وأمشير ـ إلا السدر وهو شجر النبق فإنه يقلم فى برمودة.
وجميع أراضى مصر تقاس بالفدان وهو عبارة عن أربعمائة قصبة حاكمية طولا فى عرض قصبة واحدة ، والقصبة ستة أذرع وثلثا ذراع بذراع القماش ، وخمسة أذرع النجار تقريبا.
ذكر أقسام مال مصر
وأصل ذلك فى الإسلام أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه ، بلغه أن تجارا من المسلمين يأتون من المسلمين يأتون أرض الجند فيأخذون منهم [ق ١١٨ أ] منهم العشر ، فكتب عمر إلى موسى الأشعرى وهو على البصرة : أن خذ من كل تاجر يمر بك من المسلمين من كل مائتى درهم خمسة دراهم ، وخذ من تجار العهد يعنى أهل الذمة من كل عشرين درهم درهما.
وأول من أحدث ما لا سوى بمصر أحمد محمد بن مدبر ـ لما ولى خراج مصر بعد سنة خمسين ومائتين ـ فإنه كان من دهاة الناس وشياطين الكتاب ، فابتدع فى مصر بدعا صارت مستمرة من بعده ، فأحاط بالنطرون وحجر عليه بعد ما كان مباحا لجميع الناس ، وقرر على الكلأ الذى ترعاه البهائم ما لا سماه المراعى ، وقرر على ما يطعمه الله من البحر وهو السمك ما لا وسماه المصايد ... وغير ذلك.
فلما ولى الأمير أحمد بن طولون بمصر وأضيفت إليه الثغور الشامية والمصرية تنزه عن أناس هذه الأمور وكتب باسقاطها من جميع أعماله ، وكانت تبلغ بمصر خاصة مائة ألف [ق ١١٨ ب] دينار فى كل سنة ثم أعيدت جميع تلك المظالم والمكوس فى أثناء الدولة الفاطمية عند ما ضعفت دولتهم.
فلما ولى السلطان الملك الناصر صلاح الدين أبو المظفر يوسف بن أيوب بن شادى بملك مصر أمر باسقاط مكوس مصر والقاهرة جميعها ، وكتب بذلك مرسوما عند القاضى الفاضل عبد الرحيم وكان جملة ذلك في كل سنة مائة ألف دينار.