إذا البلاد افتخرت لم تزل |
|
مصر على الشام لها فخر |
وكيف لا تفخر مصر وفى |
|
أرجائها السلطان والبحر |
ذكر
عجائب مصر التى كانت بها
من الطلسمات والبرابي
وغير ذلك على سبيل الاختصار
قال القضاعى (١) ذكر الجاحظ وغيره أن عجائب الدنيا ثلاثون أعجوبة ، منها بسائر الدنيا عشر أعجوبات وهى : مسجد دمشق وكنيسة الرها وقنطرة سنجر وقصر غمدان وكنيسة رومية ، وصنم الزيتون وإيوان كسرى بالمدائن وبيت الريح بتدمر ، والحورنق ، والسدير بالجزاير (٢) ، والثلاث أحجار ببعلبك ، وذكر أنها بيت المشترى والزهرة ، وأنه كان لكل كوكب من السبعة بيت بها وبقي هذا. ومنها بمصر عشرون أعجوبة فمن ذلك الهرمان وهما [ق ٢٩ ب] أطول بناء وأعجبة ، ليس على الأرض بناء باليد حجر على حجر أطول منهما ، وإذا رأيتهما ظننت أنهما جبلان موضوعان ، وكذلك قال بعض من رأهما : ليس من شيء إلا وأنا أرحمه من الدهر إلا الهرمين ، فإنى لارحم الدهر منهما ، ومن ذلك ضم الهرمين وهو «بلهويه» ويقال «بلهيب» إنه طلسم للرمل لئلا يغلب على ابليز الجيزة. ومن ذلك بربا سمنود وهو من أعاجيبها ذكر عن أبى عمرو الكندى أنه قال : رأيته وقد حزن فيه بعض عمالها قرظا ، فرأيت الجمل إذا
__________________
(١) هو محمد بن سلامة بن جعفر بن على بن حكمون أبو عبد الله القضاعى مؤرخ مفسر من علماء الشافعية كان كاتبا للوزير الجرجرائى على بن أحمد بمصر ، فى أيام الفاطميين وأرسل فى سفارة إلى الروم ، فأقام قليلا فى القسطنطينية وتولى القضاء بمصر نيابة وتوفى بها. من كتبه تفسير القرآن عشرون مجلدا الشهاب فى المواعظ والأدب وتواريخ الخلفاء وخطط مصر وعيون المعارف ونزهة الألباب ودقائق الأخبار وحدائق الاعتبار ، مات سنة ٤٥٤ ه / ١٠٦٢ م.
(٢) وردت فى الأصل جزر.