وقال بعض شعراء الشام مطلع زجل فى مدح الشام :
أن كان حوى النيل السعيد |
|
رمضة وماه يجرى مضون |
محلق الفيحات حوت |
|
روضات وكم فيها عيون |
فأجابه على ذلك بعض شعراء مصر :
نيل مصر من باب الجنان |
|
يجري وماه يحيي الغضون |
فيا لعيون أن قايسوه |
|
قل ما ترى مثل العيون |
ومما تفتخر به مصر على سائر البلاد ما ذكره الشيخ شهاب الدين بن أبي حجلة (١) فى «كتاب السكردان فى السبع زهرات» التى تجتمع بمصر فى صعيد واحد وهى :
النرجس وهو أوله ما تقدم ثم البنفسج ثم البان ثم الورد النصيب ثم الزهر وهو زهر [ق ٢٨ ب] النارنج ثم الياسمين ثم الورد الجورى ويعرف أيضا القحابي وهو آخرها ، فهذه السبع زهرات التى تلهج المصريون بذكرها ويجتمع في وقت واحد بمصر. وأما النسرين وإن كان في مصر من أعظم الزهور ورائحة فإنه غير معدود فى السبع زهرات التي تجتمع في وقت واحد لأنه يأتى في آخر أيام الورد الجوري فلا يلحق النرجس ولا البنفسج ، فلم يكن معدودا في جملة السبع زهرات لأجل ذلك وقد قلت في جمع السبع زهرات التي تجتمع في وقت واحد بمصر ، شعر :
يا طيب وقت بمصر فيه قد جمعت |
|
سبع من الزهر تحو بها البساتين |
بنفسج بنرجس زهر وبان لنا |
|
وردا يضىء مرحو ثم اليسمين |
ومما تفتخر به مصر أيضا بالسلطان خادم الحرمين الشريفين ، وهو أفضل من سائر ملوك الأرض بذلك ، وفيها يقول الأديب شمس الدين ابن يوسف الدمشقى (٢) [ق ٢٩ أ].
__________________
(١) هو أحمد بن يحيى أبى بكر التلمسانى أبو العباس شهاب الدين ابن أبى حجلة عالم الأدب شاعر من أهل تلمسان سكن دمشق ، وولى مشيخة الصوفية بصهريج منجك (بظاهر القاهرة) ومات سنة ٧٧٦ ه / ١٣٧٥ م بالطاعون ، وكان قد ولد سنة ٧٢٥ ه / ١٣٢٥ م كان حنيفا يميل إلى مذهب الحنابلة ويكثر من الحط على أهل الوحدة وخصوصا ابن الفارض وامتحن بسببه. له أكثر من ثمانين مصنفا منها مقامات وكتاب ديوان الصبابة ومنطق الطير والسجع الجليل فيما جرى فى النيل وسكردان السلطان والطارىء على السكردان وديوان شعر والأدب الغض وحاطب ليل عدة مجلدات وغرائب العجائب وعجائب الغرائب.
(٢) له ذكر فى الخطط للمقريزى.