فى [ق ٢٠٥ أ] سنة كذا من شجرة النارنجة الفلاينة أربع عشرة ألف حبة نارنج مستوية صفراء سوى ما بقى علي ها من الأخضر ، وهذا من العجائب الذى لم يسمع بمثلها الشب الأبيض بوادى هناك وكان فى زمن الملك الكامل وغيره من الملوك مقرر على أهل الواحات ، وحمل ألف قنطار من الشب الأبيض فى كل سنة إلي القاهرة ويطلق لهم فى نظير ذلك جوالى الواحات ، ثم أهل هذا الأمر وبطل.
ذكر مدينة قوص
أعلم أن قوص من أعظم مدائن الصعيد وهى على شاطىء النيل بنيت فى أيام شدات بن عديم. قال ابن وصيف شاه : وهو الذى بنى الأهرام الدهشورية وغيرها من البرابى.
وقيل أن فى شهر رمضان سنة أثنين وستين وستمائة أحضر إلى الملك الظاهر بيبرس فلوس وجدت مدفونة فى مكان بقوص فأخذ منها فلسا فإذا على إحدى وجهيه صورة ملك واقف وفى يده اليمنى ميزان ، وفى يده اليسرى سيف ، وعلى الوجه الأخر [ق ٢٠٥ ب] رأس فيه أذن كبيرة مفتوحة وعين مفتوحة وبداير كل فلس كتابه فقرأها راهب يونانى فكان تاريخه إلى وقت قرائته ألفين وثلاثمائة سنة وفيه : أنا الملك غلياث ميزان العدل يمينى لمن أطاع والسيف بيسارى لمن عصى وعلى الوجه الآخر : أنا غلياث الملك أذنى مفتوحة لسماع شكوا المظلوم وعينى مفتوحة أنظر بها مصالح رعيتى ومصالح ملكى ومدينة قوص مشهورة بكثرت العقارب والورغ حتى أن أهلها إذا مشوا فى الصيف يأخذوا فى أيديهم مشكاك من حديد يشكوا به العقارب ولم تزل محكمة العمارة كثيرة إلينا إلى سنة ست وسبعين وسبعمائة.