ذكر خليج مدينة أتريب
هذه المدينة بناها أتريب بن قبطيم بن مصريم بن بيصر بن حام بن نوح عليه السلام وهي المدينة التى بناها أبوه قبطيم وكان طولها أثنى عشر ميلا ولها أثنان عشر بابا وحولها المنازل تدور بالخليج من ماء النيل وحولها البساتين ، وجعل فيها من الأصنام والحكم والعجائب شىء كثير وعاش أتريب وستون سنة.
ذكر مدينة تنيس
[ق ١٦١ ب]
وهى تنيس بكسر التاء وكسر النون المشددة وباء وسين مهملة ، قال المسعودى : فى كتاب مروج الذهب بحيرة تنيس كانت أرضا لم يكن بمصر مثلها وكان بها النخيل والكرم وسائر أصناف الشجر ، ولم يرى الناس بلدا أحسن منها ، وكان الماء من النيل لا ينقطع عنها صيفا ولا شتاء ، وكان فيما بين العريش وجزيرة قبرس طريق مسلوكه يابسه تمشى فيها الدواب حتى غلب عليها الماء ، وغرق تلك الأرض وهى اليوم تسمى بحيرة تنيس وكان استحكام عرق هذه الأرض بأجمعها قبل أن تفتح مصر بمائة سنة.
وذكر أبو عبد الله محمد بن أحمد بن بسام (١) فى كتابه فى أخبار تنيس أنها من الأقليم الرابع وأنها صحيحة الهواء قليلة الوباء طيبة المياه وأن الميت بها لا يفسد جسده سريعا ولا يتساقطه شعره وأن السمك والطير بها كثير وأن أهلها يدخرون ماء النيل عند صفائه فى أجباب لهم مستغدة للمياه ، وكان طول هذه المدينة من الجنوب إلى الشمال ثلاثة آلاف ذراع وسبعة وعشرين [ق ١٦٢ أ] ذراع بالذراع الكبير وعرضها من المشرق إلى المغرب ثلاثة آلاف ذراع ومائتى ذراع وخمسة وثمانون أذرع بالكبير ، وذراع رأس سورها ستة آلاف ذراع ومائتا وسبعين ذراع ، وكان عدد أبواب سورها بسبعة عشر بابا وواحد منها مصفح بالنحاس وما
__________________
(١) له ترجمة فى «الضوء اللامع» للسخاوى.