ذكر فتح مدينة الفيوم
على يد المسلمين
قال ابن عبد الحكم : ولما فتح عمرو بن العاص مدينة مصر بعث على جرائد الخيل إلى الفيوم ، فأقاموا نحو سنة لا يعلموا بمكانها حتى أتاهم رجل ودلهم على طريقها بعد ما أعيا صبرهم وهموا بالأنصراف فلم يسيروا إلا قليلا حتى طلع لهم سور مدينة الفيوم فهجموا على أهلها فلم يكن عندهم قتال وألقوا بأيديهم ويقال بل خرج إليهم من كان بها ويقتلوا معهم.
قال الكندى (١) فى كتاب فضائل مصر وأما كورة الفيوم وهى ثلاثمائة وستون قرية دبرت على عدد أيام السنة لا ينقصن الرى فإن قصر النيل فى سنة من السنين كانت تغل على أهل مصر (٢) كل يوم قرية بعدد أيام السنة وليس فى الدنيا بلدا أخصب منهما ولو عد من أهل العقل والمعرفة / [ق ٢١٣ أ] ما فى الفيوم من الخير والبركة والنفع فإذا هى لا تحصى.
وقال ابن زولاق : وقد عقدت الفيوم فى زمان كافور الأخشيدى فى سنة ست وخمسين وثلاثمائة على ستمائة ألف دينار ونيف وعشرين ألف دينار.
وقال القاضى الفاضل فى متجددات حوادث سنة خمس وثمانين وخمسمائة أن الفيوم بلغت فى تلك السنة من الخراج مائة ألف دينار وأثنين وخمسين ألف دينار وذلك قد نقل من خطة وقد اعتبر فى قديم الزملن فإذا هى تغل فى كل يوم بقدر ألفى مثقال من الذهب.
__________________
(١) وردت فى الأصل ابن الكندى.
(٢) وردت على هامش المخطوطة عبارة «فى الدنيا مدينة بنت بالوحى غير مدينة الفيوم وليس فى الدنيا».