ذكر مدينة أخميم
قال بن وصيف شاه هذه المدينة كانت من أجل مدن الصعيد ، وكان بها العجائب الكثيرة والبرابى المحكم ، وكان بها السحرة الذى استعان بهم فرعون يوم ألقى موسى العصا.
وحكى أن رجلا دخل إلى البربا التى بأخميم فوجد صورة عقرب فى الحائط فالصق عليه شمعا وأخذه فكان إذا تركها فى موضع انحاشت العقارب إليها ولا تبرح عنها ويقال إنه كان في [ق ٢٠٧ أ] بربا أخميم صنم قائم وله احليل كبير ، وكان يذكر أن من ذلك أحليلة بذلك الأحليل فإنه لا يزال أحليلة قائما ولو جامع ما أحب دائما فإذا أراد إبطال ذلك أحليلة فى ظهر تلك الصنم. ويقال أن الذى بنى بربا أخميم كان اسمه ذو مريا وأنه جعل هذه البربا مثلا للأمم الأتية بعده وأودعها من الحكم والفوائد ما لا فعله أحد من الملوك قبله ، وفيها أشخاص من يملك مصر على هباتهم إلى آخر الدهر.
وذكر عبد الله محمد بن عبد الرحيم القيسى : أن هذه البربا مربعة من حجارة منحوتة ولها أربعة أبواب يقضى كل باب إلي بيت منها وله أربعة أبواب كلها مظلمة ويصعد منها إلى بيوت كثيرة ، ولم تزل على ذلك حتي سد بعض الولاة بابها خوفا على الناس وكانت تجلب الأنطاع إلى مصر من أخميم وإليها ينسب سيدى ذى النون المصرى الأخميمى ، ولم تزل عامرة محكمة إلى سنة ثمانين وسبعمائة.
ذكر مدينة العقاب
[ق ٢٠٧ ب] قال المسعودى : مدينة العقاب غربى أهرام بوصير الجيزة على مسيرة خمسة أيام بلياليها للراكب المجد ، والآن قد نسى طريقها وعمى المسلك إليها ، وفيها من عجائب البنيان ما ليس فى مدينة غيرها وبها من الكنوز والجواهر والأموال شىء كثيرة.
وهذه المدينة بناها الوليد بن دومع العمليقى وجعل أساسها من حجر أسود فوقه حجر أصفر وفوقه حجر أخضر ، وفوق الجميع حجر أبيض يشف وكلها مبنية بالرصاص المضبوب