ذلك ما ذكرناه ، ودواء أهل مصر الذى يدفع عنهم ضرر ماء النيل إدمان شرب ماء الليمون والنارنج ، وكثرت الخل وأخذ الأدوية المعتدلة ولو زادت حرارة الشمس على ماء النيل وطال طبخها له لصار مالحا بمنزلة ماد البخار الراكدة التى لا حركة لها إلا وقت جزر البحر ، عند هبوب الرياح ، وهو أوفق للزرع والمنابت من الحيوان.
ذكر عجائب النيل
على سبيل الاختصار
قال المسعودى : فى نيل مصر وأرضها عجائب [ق ٨٨ أ] كثيرة من الحيوانات ، فمن ذلك السمك المعروف بالرعاد وهو نحو الذراع ، إذا وقعت فى شبكة الصياد ارتعدت يده وعضده فيعلم بوقوعها فيبادر إلى أخذها من الشبكة ، ولو أمسكها بخشبة أو قصب فعلت ذلك.
وقد ذكرها جالينوس وأنها إذا جعلت على رأس من به صداع شديد أو شقيقه وهى بالحياة هذا من ساعته.
وقال بعضهم : إذا علقت المرأة شيئا من الرعاد عليها ، لم يطق زوجها البعد عنها ساعة ، وكذلك أن علق الرجل عليه لم تكد المرأة أن تفارقه ساعة واحدة ، ومنها السقنقور وهو قزيب الشبه من الورل ، وقيل إنه فرخ التمساح فإذا خرج من البيضة فما قصد الماء صار تمساحا ، وما قصد الرمل صار سنقورا ، ولا يكون هذا فى النيل أو بنهر مهران من أرض الهند ويسمى بالورل المائى ، وأكثر ما يوجد فى الرمال التى تلى النيل من نواحى الصعيد أو الفيوم.
وهذا السقنقور يتولد من ذكر وأنثى ، ويوجد للذكر خصيتان كخصيتى الديك ، وله ذكران وللأنثى منه فرجان ، وتبيض فوق العشرين بيضة وتدفنها فى الرمل. وقيل أن قوما شؤومنه وأكلوا فماتوا كلهم فى ساعة واحدة ، وقيل شحمه ينفع للجماع وقوة الباء.
ومن عجائب النيل فرس البحر : قال عبد الله بن أحمد بن سليم الأسوانى فى كتاب