(١) وفي معناه نثرا :
انظر إلى البحر ترى فيه قبيل المغرب ، صغا من فضة قد موهت بالذهب.
وقال القاضى الفاضل عبد الرحيم (١) :
وأما النيل فقد ملأ البقاع |
|
وانتقل من الأصبع إلى الذراع |
فكأنما غار على الأرض فغطاها |
|
وأغار عليها فاستعدها وما تخطاها |
[ق ٨٧ أ]
ولم يوجد بمصر قاطع سواه |
|
ولا مرغوب مرهوب إلا إياه |
ونيل مصر مخالف فى جريه لغالب الأنهار ، فإنه يجرى من الجنوب إلى الشمال وغيره ليس كذلك» إلا نهران فإنهما يجريان كما يجرى النيل وهما نهر مهران بالسند ونهر الأريط وهو الذى يعرف اليوم نهر العاصى فى حماة إحدى مدائن الشام.
وقد عاب ماء النيل قوم قال ابن وحشية (٢) فى كتاب «الفلاحة النبطية» : وأما ماء النيل من جبال وراء بلاد السودان من جبل القمر. وحلاوته وزيادته يدلان على موقعه من الشمس وأنها قد أحترقته لأكل الاحراق ، بل استغنته إسخافا طويلا. لينا ، لا يزعجه الحرارة ولا تقوى عليه بحيث تبدد أجزاءه الرطبة وتبقى أجزاءه الراسخة ، بل يعتدل عليه ، فصار ماؤه لذلك حلوا جدا ، وصار كثرة شربه يعفن البدن ويكثر من الدماميل والقروح ، وصار أهل مصر الشاربون منه دمويين محتاجين إلى استفراغ [ق ٨٧ ب] الدم عن أبدانهم فى كل مدة قصيرة.
فمن كان عالما منهم بالطبيعة فهو يحسن مداواة نفسه حتى يدفع عن جسمه ضرر ماء النيل وإلا فهو يقع فيما ذكرنا من العفونات وإنتشار البثر والدماميل وذلك أن هذا الماء ناقص البرد عن سائر المياه فصار إذا خالط الطعام فى الأبدان كثر فيها الفضول الردية فيحدث من
__________________
** وردت هذه العبارات على هامش المخطوطة.
(١) وردت هذه العبارات [الأبيات] على هامش المخطوطة.
(٢) له ذكر عند المقريزى فى الخطط.