بها ساكن وكان النيل يزيد وينقص ولا ينتفع به ولا يزرع عليه ويسيح على الأراضى أو أن الزيادة ولا ينتفعون به لخراب أرض مصر ، وقيل بين بختنصر وبين الطوفان ألفين وثلاثمائة سنة وخمسون سنة ومن حساب ما وقع فى التوراة أن بين الطوفان وبين خراب بيت المقدس على يد بختنصر ألف وستمائة أربعة وثمانون سنة ، ويقال أن ملوك مدين ملكوا مصر بعد غرق فرعون خمسمائة عام حتى آخرجهم منها نبى الله سليمان بن داود عليه السلام فعاد الملك بعدهم إلى القبط.
ويقال أن القبط ملكوا مصر بعد هلاك دلوكة وابنها ستمائة وست وعشرين سنة ، وكان عدة من [ق ١٤٩ أ] ملك أرض مصر من القبط من بعد دلوكة سبعة وعشرون ملكا ، وقد ملك أرض مصر من قبل الطوفان أمم كثيرة من الملوك والجبابرة حتى أتا فرعون ، وقيل أن الفراعنة سبعة والمشهور أنهم من العمالقة وأول الفراعنة بمصر فرعون إبراهيم عليه السلام ، ومنهم الربان بن الوليد وهو فرعون يوسف عليه السلام ، ومنهم الوليد بن مصعب فرعون موسى عليه السلام ، ومنهم سنان بن علوان ، وقيل أن الفراعنة الذين ملكوا مصر خمسة ، والله أعلم.
ذكر مدينة الإسكندرية
وما فيها من العجائب
هذه المدينة من أعظم مدائن الدنيا وأقدمها وضعا ، وقد بنيت غير مرة فأول ما بنيت بعد كون الطوفان فى زمان مصرايم بن بيصر بن حام بن نوح عليه السلام ، وكان يقال لها مدينة رقودة ثم بنيت بعد ذلك مرتين. فلما كان فى أيام اليونانيين جددها الإسكندر بن فلبس المجدونى بعد تخريب بختنصر مدينة منف بمائة وعشر سنين شمسية فعرفت به ، وانتقل بختنصر الملك من مدينة منف إلى الإسكندرية ، فصارت دار المملكة [ق ١٤٩ ب] بديار مصر ، ولم تزل على ذلك حتى ظهر دين الإسلام ، وقدم عمرو بن العاص بجيوش المسلمين وفتح الإسكندرية ، وصارت ديار مصر مع المسلمين فانتقل تحت الملك حينئذ من الإسكندرية دار مملكة ديار مصر.