قال ابن وصيف شاه فى ذكر أخبار مصرايم بن بيصر بن حام بن نوح عليه السلام وكان خبيرا بعمل الطلسمات فلما بنى مدينة رقودة مكان الإسكندرية فكانت تخرج من البحر دواب تفسد زروعهم وبنيانهم فعملوا لها الطلسمات فغابت عنهم ولم تعد بعد ذلك.
وقال خرداذبة أن الإسكندرية بنيت فى ثلاثمائة سنة وأن أهلها مكثوا سبعين لا يمشون فيها بالنهار إلا بخروق سود مخافة على أبصارهم من شدة بياض حيطانها كان يخطف بالأبصار.
وقال ابن وصيف شاه : وكانت العمارة ممتدة من رمال رشيد والإسكندرية إلى برقة ، فكان الرجل يسير فى العمارة فلا يحتاج إلى زاد ، لكثرة الفواكة والخيرات ولا يسير إلا فى ظلال تستره [ق ١٥٠ أ] من حر الشمس.
وقال ابن لهيعة : بلغنى أنه وجد بالإسكندرية حجر مكتوب فيه أنا شداد بن عاد بنيت هذه المدينة إذ لا شيب ولا موت ، وكنزت فى البحر كنزا على أثنى عشر ذراع لن تخرجه أحد إلا فى آخر الزملن عند فساد الأرض والدنيا.
وقال ابن عبد الحكم وكانت الإسكندرية ثلاثة مدن بعضها على بعض ، وقيل كان على الإسكندرية سبعة حصون منيعة وسبعة خنادق.
ويقال أن بنيت الإسكندرية فى ثلاثمائة سنة وسكنت ثلاثمائة سنة وخربت ثلاثمائة سنة ، ولقد مكث أهلها سبعين سنة ما تدخلها إلا وعلى أبصارهم خرق سود من بياض حيطانها وبياض رخامها وكان لا يقد فيها سراجا بالليل وإذا كان فى الليالى المقمر ويدخل الرجل الخيط فى خرم الإبرة وتخيط بالليل من غير سرج ، وكانوا إذا غربت الشمس لم يقدر أحد يخرج من بيته ، ومن خرج منهم اختطف وكان فيها راع يرعى غنمه على شاطىء البحر ، فكان يخرج من البحر شىء يختطف الغنم منه فكمن له الراعى فى موضع حتى خرج فإذا بجارية خرم [ق ١٥٠ ب] خرجت من البحر فمسكها الراعى من شعرها وقوى عليها حتى أتى بها إلى منزله فتانست به وأقامت عنده مدة فرأت أهل المدينة لا يخرجون بعد غروب الشمس فسألتهم عن ذلك فقالوا لها من خرج منا من بعد الغروب اختطف. فقالت لهم أن دواب البحر تتسلط على هذا المكان. فقال لها الراعى فهل من حيلة تمنعهم عن ذلك قالت : نعم تعملون مراكب فيها بيوت من زجاج ويدخل فيها مصورون ويقيمون فى البحر أياما فما رأوه من دوابة البحر صوروه على مثل