ولما طغا فرعون على بسحره |
|
وجاء إلى مصر ليفسد فى الأرض |
أتى نحوهم موسى وفى يده العصا |
|
فأغرقهم فى اليم بعضا على بعض |
فطرب الأشرف موسى لذلك فشق على أخيه الملك الكامل محمد [ق ٢٠٢ ب] وأتا بجارية من عنده فأخذت العود وغنت شعر فى المعنى :
يا أهل دين الكفر قوموا لينظروا |
|
لما قد جرى فى وقتا وتجددا |
إلا أن موسي قد أتانا وقومه |
|
وعيسى جميعا ينصرون محمدا |
فطرب الملك الكامل لذلك وأمر لكل بخمسمائة دينار. وكانت هذه الليلة بالمنصورة من أحسن ليالى الدهر ، وقيل أن الذى نظم هذه الأبيات إنما هو راجح الحلى الشاعر المشهور.
ذكر العباسة
هذه القرية فيما بين بلبيس الصالحية ولم تزل متنزها لملوك مصر ، وقيل أن ولد بها العباس بن أحمد بن طولون فسماه وذلك أبوه العباس وولد بها أيضا الملك الأمجد تقى عباس ابن الملك العادل أبى بكر بن أيوب ، وكان الملك الكامل محمد يقيم بها كثيرا ويقول هذه أحسن من مصر إذا قمت بها اصطاد الطير من السماء والسمك من الماء والوحش من الفضا ويصل إلينا الخبر من القلعة فى يومه وبنى بها مناظر وبساتين ولم تزل العباسة على ذلك حتى إنشاء الملك الصالح مدينة الصالحية فحينئذ تلاشى فخربت تلك المناظر.
فلما كانت دولة الملك الظاهر بيبرس مر عليها فأعجبته فبنى على فم الوادى قرية وسماها الظاهرية وأنشأها جامعا وذلك فى سنة ست وستين وستمائة وقيل إنما سميت العباسة باسم عباسة الست قطر النداء بنت خماروية بن أحمد بن طولون ، ولما أمر المعتضد بالله بحملها ليتزوج بها فعند ذلك ضربت خيامها العباسة بتلك الأرض فسميت بها وبنيت قرية على أسمها والله أعلم.