ذكر الواحات الداخلة
قال ابن وصيف شاه : وهى أيضا من عمارة قفطريم بناها وعمل فيها عجائب كثيرة منها بركة إذا مر عليها الطير سقط فيها لا يبرح منها حتى يؤخذ ، وعمل أيضا على أربعة أبواب هذه المدينة أربعة أصنام من نحاس إذا دخل من إحدى أبوابها غريب ألقى عليه النوم والسبات فينام عندها ولا يبرح حتى يأتيه أهل المدينة وينفخون فى وجهه فيقوم وإن لم يفعلوا ذلك لا يزال نائما عند الأصنام حتى يهلك.
ولما قدم موسى بن نصير فى زمن بنى أمية إلى مصر كان عنده علم من هذه المدينة فسار إليها مدة سبعة أيام فى رمال ما بين الغرب والجنوب ، فظهرت له مدينة عليها حصن وأبواب من جديد فلم يمكنه فتح تلك الأبواب وأمر الرجال أن تعلوا علي سورها ، فلما علوا عليه وأشرفوا على المدينة ألقوا أنفسهم فيها ، وصار كل من علا على سور المدينة وألقوا أنفسهم فيها ، وصار كل من على سور المدينة يفعل ذلك [ق ٢٠٤ ب] فلما أعياه أمرها مضى وقد هلك من أصحابه عدة كثيرة فعند ذلك تركها عن عجز.
ذكر الواحات الخارجة
هذه المدينة بناها إحدى ملوك القبط الأول ويقال البردسير من أولاد قفطيم قال المسعودى : وأما بلاد الواحات هى بين بلاد مصر وبلاد الصعيد وهى أراضى بلاد الأحابش من النوبة وهو بلد قائم بنفسه غير متصل بغيره ولا مفتقر إليه ويحمل منه الثمر والزبيب والعناب وغيره.
قال الشيخ حسام الدين بن زنكى الشهرورى أنه سمع ببلاد الواحات أن فيها شجرة نارنج يقطف منها فى سنة واحدة أربعة عشر ألف حبة نارنج ما سوى ما يتناثر من الريح وسوى ما هو أخضر.
قال الشيخ شهاب الدين المقريزى : فلما سمعت بهذا القول لم أصدقه لغرابته وسافرت إلي هذا المكان حتى شاهدت هذه الشجر المذكور ، فإذا هى كاعظم ما يكون من شجر الجمنز بمصر وسألت مستوي البلد عنها فأحضر إلى جرايد حسابا عنها فتصفحها فإذا فيها قطف