ثم ساروا إلى مدينة سمنود وعدوا إلى مدينة الأشمونين ، وكان على بابها فرس من نحاس إذا قدم إليها غريب صهل ذلك الفرس ، فعندما وصلت مريم بالمسيح عليه السلام إلى باب المدينة سقط ذلك الفرس المذكور وتكسر فدخلت به أمه إلي أشمونين فرأي جمالا محملة زاحمتهم في مرورهم ، فصرخ فيها المسيح ، فصارت حجارة ثم أنهم ساروا من الأشمونين إلي قرية تسمي فيكس ثم مضوا إلي مدينة تسمي فش وهي التي يقال لها اليوم القوصية فنطق الشيطان من أجواف الأصنام التي كانت بها.
وقال : أن امرأة أتت معها ولدها يريدون أن يخربوا معابدكم ، فخرجوا إليهم مائة رجل وطردوهم [ق ٢٠١ ب] عن المدينة فمضوا إلى غربى القوصية فى موضع يعرف اليوم بدير المحرق وأقاموا به ستة أشهر ، ثم مضوا إلي مدينة مصر فى الموضع الذى يعرف بقصر الشمع وأقاموا به وهو مكان يعرف بكنيسة أبو سرجة ثم خرجوا منها قاصدين بيت المقدس فنزلوا بمدينة عين شمس وهى المطرية فأقاموا هناك علي بير ، وكان ثياب المسيح في تلك الأرض فأتيت الله تعالى من ذلك الماء هذا البلسم ، وهؤلاء يوجد إلا بهذه الأرض فقط ، وقيل إن المسيح اغتسل من ماء تلك البئر وهى البئر الموجودة هناك الآن.
وقيل أن فى البئر عينا جارية من أسفلها ، وهذا سبب تعظيم النصاري لها والبلسم لا يسقي إلا من ماء تلك البئر ، وأقام المسيح هو وأمه ويوسف النجار فى هذا الموضع ، ثم مضوا إلي بيت المقدس بعد أن هلك هيردوس ملك اليهود ، والله أعلم
ذكر مدينة المنصورة
هذه البلد على بحر أشموم تجاه ناحية طلخا ، بناها الملك الكامل محمد ابن الملك العادل أبي بكر بن أيوب في سنة عشرين وستمائة عندما ملكوا الفرنج مدينة دمياط فنزل فى موضع هذه البلد وبنا بها عدة دور ، ودار عليها سور مما يلى البحر وبنائها الأسواق والحمامات والفنادق وسماها المنصورة لكونه انتصر هناك على الفرنج ، ولما انتصر على الفرنج جلس فى قصره الذى أنشأ بها وبين يديه أخويه هما الملك المعظم عيسى صاحب دمشق والملك الأشرف موسي صاحب بلاد الشرق وعدة من خواصه فعند ذلك أحضر الملك الأشرف موسى جارية تغنى على عود فغنت شعر :