بالقلم القديم ، وو كانت فى القديم مسلتان قائمتان ثم خربت أحدهما وانصدعت من نصفها لعظم ثقلها.
قال محمد بن إبراهيم الجزرى فى تاريخه : ولما كان رابع شهر رمضان من سنة ست وخمسين وستمائة وقعت إحدى المساتان التى بأرض المطرية فوجدوا داخلها ما يقارب مائتي قنطار من نحاس ووجدوا فى رأسها عشرة آلاف دينار ، كل دينارا أوقية.
ويقال أن مدينة عين شمس بناها الوليد بن دومع من ملوك العماليق وقيل بناها فرعون موسى عليه السلام.
ويقال : أن بختنصر هو الذي خرب مدينة عين شمس لما دخل إلى مصر. وقال القضاعي : مدينة [٢٠٠ أ] عين شمس كانت من جملة عجائب مصر ، وكان بها العمودان اللذان لم يرى أعجب بينهما وطولهما نحو خمسين ذراعا وهما محمولان علي قاعدة مربعة في جوف الأرض وعلي رأسها شبه الصومعتين من نحاس ، فإذا جاء آوان النيل يقطر من رأسهما ماء وليستتين ذلك منهما واضحا ينبع حتي يجري من أسافلهما فبنيت في أصلهما العواسج وغيره ، وإذا أدخلت الشمس دقيقية من السرطان وهو أول يوم في السنة إنتهت إلي الشمال منهما فتطلع علي قمة رأسهما ويقال أنهما منتهى الجبلين وخط الأستواء في الواسطة منهما والشمس يخطر بينهما ذاهبة وأيبة كذلك سائر السنة علي الدوام.
وقال جامع السيرة الطولونية وكان بمدينة عين شمس صنم بمقدار الرجل المعتدل الخلقة وهو من كدان أبيض محكم الصنعة تخيل أنه ناطق فوصف لأحمد بن طولون فأراد أن ينظره فيناه عن ذلك شخص يقال له ندوسه وقال ما راموا وآل قطر إلا عزل [ق ٢٠٠ ب] ينتهى أحمد بن طولون عن ذلك وركب إليه وشاهده ، ثم أمر القطاعين يهدمه فكسر ولم يبق منه شىء.
قال : وسار ابن طولون ولم يقم بعد ذلك إلا عشرة أشهر ومات ، قيل أن ذلك الصنم هو المسمى بعين شمس وبناحية المطرية مكان ينبت في قصبان يسمى البلسان ، وقيل البلسم ليس يجد بأرض سواها وهناك ببر يعظمها النصارى ويغتسل بما بها للتبرك ، وهذا البلسم لا يسقى إلا من ماء هذا البير وعند إدراك البلسم يأتى من قبل السلطان من يتولى أحضاره وحفظه ويحمل إلي خزئن السلطان ويضاف منه إلي المارستان لمعالجة الأمراض الباردة والظهر ولا يوجد منه شىء إلا بمرسوم سلطانى وله عند ملوك النصارى من الحبشة والفرنج مقام عظيم ويتغالون فى ثمنه ويقولون أنه لا يصح عندهم التنصر إلا إذا كان في ماء العمودية شيئا من دهن البلسم ثم ينغمس [ق ٢٠١ أ] فيه ، وسبب ذلك أن المسيح خرجت به أمه ومعهما يوسف النجار من بيت المقدس يقبلهم أهلها ، فنزلوا بظاهرها.