ذكر بحيرة الإسكندرية
قال ابن عبد الحكم كانت بحيرة الإسكندرية تزرع كروما كلها لامرأة المقوقس فكانت تأخذ بخراجها منهم خمرا فكثر الخمر عليها حتى ضاقت به ذرعا فقالت لا حاجة لى بالخمر فاعطونى دنانير. فقالوا لها ليس عندنا دنانير ، فأرسلت عليهم الماء فغرقتها ، فصارت بحيرة يصاد منها الحيتان حتى استخرجها الخلفاء من بنى العباس فسدوا جسورها وزرعوها فكان طولها أقلاع يوم فى عرض يوم [ق ١٥٩ ب] فى يوم ريح طيب ويصير إليها الماء من اشتوم فى البحر الرومى ، ويخرج منها إلى بحيرة دونها فى خليج عليه مدينتين ، أحدهما تسمى مدينة الحدبة والأخرى تسمى ابكود وهى كثيرة الأمقته والنخل فى الرمل. وفى هذه البحيرة خليج من النيل يسمى الحافر طوله نصف يوم أقلاعا ، وهو كثير الطير والسمك والعشب ، وكان السمك يوجد بهذه البحيرة غاية فى الكثرة يباع بأقل الأثمان ثم انقطع الماء عن هذه البحيرة منذ أيام.
ذكر خليخ الإسكندرية
يقال أن الملكة كلوبطرة هى التى ساقته إلى الإسكندرية حتى أدخلته إليها ولم يكن يدخلها الماء قبل ذلك ويلطت قاعة بالرخام من أوله إلى آخره ولم يزل يوجد ذلك فيه إلى يومنا هذا.
وقال جامع السيرة الطولونية (١) وفى ربيع الأول سنة تسع وخمسين ومائتين أمر أحمد بن طولون بحفر خليخ الإسكندرية.
قال المسعودى : وقد كان النيل انقطع عن خليج الإسكندرية قبل سنة أثنين وثلاثين وثلاثمائة وكان فوهته قد استندت بالطين.
وذكر المسبحى : أن الحاكم بأمر الله [ق ١٦٠ أ] أبا على منصور بن العزيز كان قد
__________________
(١) طبع هذا الكتاب أكثر من مرة بتحقيق كرد محمد على.